تقرير يُبرز كيف تلعب الاستثمارات الصينية دورا هاما في تعزيز العلاقات بين الرباط وبكين

تلعب الاستثمارات الصينية في المغرب دورا مهما في تعزيز العلاقات بين الرباط وبكين في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى توافق رغبتي البلدين، حيث يرغب المغرب في جلب الاستثمارات الأجنبية، ومن ضمنها الصينية، بينما ترغب الصين في رفع استثماراتها في الخارج، في دول من بينها المغرب.

وارتفع مستوى العلاقات الثنائية بشكل أكبر، بعد انخراط المغرب في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية التي تهدف إلى زيادة شراكاتها التجارية والاستثمارية مع العديد من البلدان العالم، ويقع المغرب ضمن المواقع الهامة في هذا “الطريق”.

وأكد تقرير نشرته صحيفة “Alcircle” المتخصصة في الاقتصاد، الدور الهام الذي يلعبه الاستثمار الصيني في المغرب في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث سلطت الضوء على شركة “CITIC Dicastal” الصينية التي تُعد من بين أكبر الشركات الصينية المستثمرة في المغرب.

ووفقا للتقرير ذاته، فإن هذه الشركة لعبت دورين هامين، الأول يتمثل في تطوير صناعة عجلات السيارات من الألمنيوم، وفي نفس الوقت تُعزز الروابط الاقتصادية بين الصين والمغرب في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وأشار التقرير إلى أن استثمار شركة “سيتيك ديكاستال” المتعلق بإنتاج الإطارات الداخلية للعجلات من الألومينيوم يُعد أول استثمار من نوعه في المغرب وأحد أكبر الاستثمارات الصينية في المملكة، والذي أطلقته الشركة منذ 6 سنوات.

وأضاف التقرير أن هذا الاستثمار يؤكد “على التعاون العملي والاندماج الثقافي الذي تحركه مشاريع مبادرة الحزام والطريق” بين البلدين.

ونقلت الصحيفة التي أنجزت التقرير تصريح “تشانغ شي تشي”، مدير المشروع، الذي قال إن “قرار إنشاء المصنع في المغرب كان مدفوعًا بالنقص الصناعي في هذا القطاع داخل البلاد” مشيرا إلى أنه “قبل قدومنا إلى المغرب، كان معظم المنتجات التي نوفرها للعملاء في أوروبا والمغرب تُصنَّع في الصين ثم تُشحن إلى هنا. لم يكن لدى المغرب صناعة معالجة الألومنيوم المصبوب”.

وواجه الفريق الصيني، حسب ذات التقرير، تحديات خلال العملية بسبب قلة خبرة المغرب في تصنيع عجلات الألومنيوم المصبوب وعدم تطوير سلسلة الإمداد المحلية، قال “تشانغ” في هذا السياق، “خلال مرحلة البناء، واجهنا عدة تحديات. على سبيل المثال، كان المغرب يفتقر إلى الخبرة في إنتاج عجلات الألومنيوم المصبوب. أرسلنا موظفين رئيسيين إلى الصين للتدريب. بالإضافة إلى ذلك، كانت سلسلة الإمداد المحلية غير كافية، لذلك أحضرنا نظام سلسلة الإمداد المحلية لدينا في المراحل الأولى”.

وأشار التقرير إلى أن المصنع الصيني تمكن من “سد فجوة حيوية في صناعة السيارات في البلاد من خلال تصنيع أول عجلات الألومنيوم المصبوب في إفريقيا خلال ثمانية أشهر فقط”.

هذا ويشهد مجال الاستثمارات بين المغرب والصين في الوقت الراهن انتعاشا كبيرا، حيث يعمل المغرب على تسهيل استثمار الصينيين في المملكة، خاصة في مجال قطاع السيارات الكهربائية، في حين ترغب الصين في الاستفادة من المغرب وموقعه الجغرافي واتفاقيات التبادل التجاري الحر، من أجل تجنب الضرائب على صادراتها نحو أوروبا وأمريكا.

 

تعليقات( 0 )