ذكرت مصادر متطابقة أن كميات كبيرة من أسماك السردين المصطادة مؤخرا، والتي تم إدخالها إلى عدة موانئ في جنوب ووسط المغرب، هي أسماك ذات حجم صغير جدا ومن النوع الذي لا يسمح بصيده قانونيا.
وكشفت مصادر من داخل ميناء أكادير أيضا عن دخول كميات كبيرة من سمك السردين الصغير، المعروف بـ”جوفينيل”، الممنوع من الصيد لأنه لم يكمل بعد دورة نموه ليصبح بطول وحجم السردين الطبيعي المسموح صيده.
وفي هذا السياق، كشف عبد المالك بنار، رئيس الائتلاف الوطني لجمعيات حماية المستهلكين بالمغرب، لـ”لسفيركم”، أنه “تم ملاحظة مؤخرا زيادة كبيرة في وتيرة ضبط المخالفات المرتبطة بصيد بعض الأسماك غير القابلة للتجارة فيها، ليس بسبب جودتها، بل بسبب صغر حجمها”.
ولفت بنار إلى أن “السلطات الوصية تعمد في بعض الأحيان إلى تحديد فترات للراحة البيولوجية تتناسب مع فترة تكاثر الأنواع السمكية، بهدف السماح بتكاثرها”، مشيرا إلى أنه “يبدو أن تقليص فترة الراحة البيولوجية إلى شهر ونصف فقط بدلا من ثلاثة أشهر هو ما أدى إلى هذه المشكلة”.
واعتبر المتحدث أن هذا القرار “كان من تداعياته عدم استكمال بعض الأنواع مثل السردين لدورة نموها، ما جعل القوارب تصطاد الأصل والنسل، بما في ذلك الأسماك الصغيرة التي كانت ستنمو لتصبح ناضجة وجاهزة للصيد”.
واعتبر رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلكين أن هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على الثروة السمكية، وتهديدا للتنمية المستدامة لهذا المنتوج الحيوي الذي يعد مصدرا غذائيا هاماً للمغاربة، ملتمسا من السلطات إلزام المهنيين باحترام الراحة البيولوجية الفعلية، والتصدي لكل التصرفات التي تهدد هذه الثروة، وتحديد الحصص لكل قارب مع احترامها فعليا.