خلق توماس لوتز، عضو مجلس منطقة بورغوني كونتي الواقعة في جنوب فرنسا، أول أمس الخميس، جدلا واسعا بعدما استعمل عبارة “أقل من البشر” في وصفه للمهاجرين، وهي العبارة التي كان يستعملها النازيين لوصف الأعراق الأخرى.
وجاء في خبر نشرته صحيفة “France Info” الفرنسية، أن أعضاء مجلس منطقة بورغوني فرانش كونتي قد احتجوا على استعمال توماس لوتز ، الذي ينتمي إلى حزب التجمع الوطني المتطرف، للعبارة النازية “أقل من البشر” لوصف المهاجرين.
وكان عضو المجلس توماس لوتس، قد استخدم هذه العبارة الألمانية “untermensch”، التي تعني باللغة العربية “أقل من البشر” والفرنسية “Sous Homme”، وهذا التعبير كان قد استعمل من قبل هتلر وأتباعه من النازيين، لوصف الأعراق الأخرى التي كانوا يعتبرونها أقل قيمة من “العرق الآري” أو “الدم النقي”.
وتفاعلا مع الجدل الذي خلقه استعماله لهذا التعبير، أوضح لوتز في بيان له، تناقلته وسائل إعلام فرنسية، أنه استخدم بشكل غير لائق وغير ملائم ومحزن للغاية، مصطلح “untermenschen” لوصف وضع النواب من المعارضة في المجلس الإقليمي، معربا في ذات الوقت عن شعوره بالأسف الشديد من استخدام هذا اللفظ، قائلا: “أعرب عن ندمي لاستخدام هذه الكلمة”.
ومن جانبها، أشارت ماري غيت دويفي، رئيسة المنطقة، أنها قد تواصلت مع محام من أجل رفع دعوتين قضائيتين، واحدة متعلقة بالتعبير الذي استخدمه لوتز، عضو المجلس أثناء وصف المهاجرين، والأخرى متعلقة بـ”الدعوى للكراهية العرقية” خاصة بعد حادثة اللافتات التي أثارت جدلا واسعا في فرنسا وخاصة في صفوف الأجانب المقيمين في البلد.
وبدورهما، أعلنت كل من جمعية “LICRA” وجمعية “SOS racisme”، وهما جمعيتين فرنسيتين تشتغلان في مجال حقوق المهاجرين ومناهضة العنصرية الممارسة ضدهم، أنهما تعتزمان الانضمام إلى الدعوى التي رفعتها ماري غيت دويفي.
وانتقد جوليان أودول، رئيس مجموعة الرابطة الوطنية في المجلس الإقليمي، الدعوى التي تقدمت بها ماري غيت واصفا إيها بـ “السخيفة”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أعضاء حزب اليمين المتطرف على تصرفات عنصرية معادية للمهاجرين، حيث قاموا قبل أيام خلال اجتماع مجلس المنطقة برفع لافتات مكتوب عليها “اطردوا المهاجرين المغتصبين”، الأمر الذي كان قد خلف استياءا واسعا لدى المهاجرين والأجانب المتواجدين في فرنسا.
وجدير بالذكر أيضا أن جوليان أودول أكد أنه لا يشعر بـ “أي ندم” بشأن اللافتات التي، بحسب قوله، لا تشير “إلى جميع الأجانب”. مبرزا أنه يدعم هذا الشعار لأنه “ينقل فقط الرسالة المشتركة لجزء هائل من الفرنسيين”.
تعليقات( 0 )