التحقت جامعات فرنسية بركب المظاهرات التي يخوضها طلبة مجموعة من الجامعات سواء تلك التي صعدت من أشكالها الاحتجاحية بالولايات المتحدة الأمريكية، أو تلك التي بدأت مؤخرا في كل من بريطانيا سويسرا، وأمام هذه الإضرابات أكدت الحكومة الفرنسية بأنها ستتعامل معها بحزم تام.
وخاض طلاب معهد العلوم السياسية العريق في باريس، احتجاجا منذ الخميس داخل أرجائه، مطالبين إدارة المعهد بقطع وتعليق جميع أشكال العلاقات التي تربطها مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وبسبب عدم توصل الجامعة والطلبة لأي اتفاق، لجأت الإدارة، أمس الجمعة، إلى السلطات الفرنسية لإجبار الطلبة المؤيدين لفلسطين على توقيف الاحتجاجات ومغادرة المعهد.
وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن الطلبة يحملون إدارة المعهد مسؤولية هذه الاحتجاجات بسبب ازدواجية معاييرها، فمن جهة كانت قد قطعت العلاقات مع الجامعات الروسية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها تغض الطرف حين يتعلق الأمر بغزة التي يشهد مواطنوها إبادة جماعية منذ بدء عملية الطوفان الأقصى في التاسع من أكتوبر الماضي.
وعبر الطلبة عن استنكارهم من تقييد الإدارة للأنشطة والأشكال الاحتجاجية الداعمة لفلسطين داخل حرم المعهد.
وبدورها فشلت جامعة ساينس بو في باريس، في التوصل إلى اتفاق مع الطلبة المتظاهرين بخصوص المظاهرات التضامنية مع فلسطين، فأغلقت أبوابها أمس الجمعة، ما جعل المتظاهرين يقررون البقاء في الجامعة خلال الليل.
واتسعت رقعة هذه الاحتجاجات لتشمل مجموعة من الأشكال الاحتجاجية المماثلة في جامعات وكليات أخرى بمدن مختلفة في فرنسا، كما تظاهر طلاب آخرون أمام كل من معهد العلوم السياسية والمدرسة العليا للصحافة في مدينة ليل، مستنكرين الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في حق مواطني القطاع المحاصر، ما دفع الشرطة إلى التدخل عبر إطلاق غاز مسيل للدموع.
ومن جانبها، تفاعلت الحكومة الفرنسية مع الطلبة حيث أكدت أنها ستتعامل بـ”حزم تام”، وستستعين بقوات الشرطة من أجل فض الاحتجاج الذي يخوضه طلبة معهد العلوم السياسية في باريس وطلبة مؤسسات تعليمية أخرى.
وفي هذا الصدد، قالت الحكومة: “فيما يخص الوضع في المؤسسات الجامعية، فقد تم حل بعضها عبر الحوار، كما تم التوصل بطلبات من قبل رؤساء الجامعات التي تفاعلت معها السلطات الفرنسية على الفور”.
تعليقات( 0 )