أكد جهاد شاكب، مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة، أن “تداعيات زلزال الحوز لم تؤثر على حجوزات المنطقة”.
وجاء ذلك خلال ندوة صحفية، أمس الأربعاء، ضمن فعاليات النسخة الـ45، من المعرض الدولي للسياحة والسفر، المنعقدة من 3 إلى 5 أكتوبر الجاري، من طرف كل من فدرالية صانعي الأسفار بفرنسا، وجمعية وكالات الأسفار الفرنسية، وكذا المكتب الوطني المغربي للسياحة بباريس.
وكشف جهاد شاكب، خلال هذه الندوة الصحفية، التي غطى موقع “سفيركم” أشغالها، أن المكتب قام بعقد مجموعة من اتفاقيات الشراكة، مع عدة شركات طيران، للربط الجوي بين مدن فرنسية مختلفة، ومدن أخرى مغربية، من قبيل الصويرة، وأكادير، ومراكش ثم الرباط.
وأبرز جهاد شاكب، أنه بفضل المؤهلات السياحية الجذابة، والطبيعة الخلابة والطاقة الإيوائية، التي تتوفر عليها كل من الداخلة وورزازات، عبرت مجموعة من شركات الطيران، عن استعدادها للانفتاح على هذه الوجهات.
وقال جهاد خلال الندوة: “سعيد جدا بحضوري في هذه التظاهرة، التي ستكون قيمة مضافة، للأشخاص الراغبين في السفر إلى المغرب”.
وتابع جهاد شاكب قائلا: “الأمر ليس سهلا، لأنه منذ البداية، كان هذا الزلزال أول ما نفكر به، ومؤتمراتنا كانت من أجل الضحايا، وكانت هناك تعبئة كبيرة وجهد مهم، فيما يتعلق بالتحركات في مجال القوانين، ونحن نركز على مساعدة الضحايا في الوقت الحالي”.
وواصل المتحدث ذاته، أنه “خلال اللحظات الأولى، اتحدت مجموعة من الدول لضمان التدخل السريع، سواء من خلال تحسين الحماية المدنية أو التواصل مع جميع الأقسام الوزارية”.
وأضاف: “كان يجب حقا في البداية، أن يكون هناك تركيز في المكان الأول على هذا الوضع الصعب، ومن ثم البدء في التفكير بجدية في الباقي”.
وأشار مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى أن تداعيات زلزال الحوز، ” لم تشمل حجوزات الحوز ولم تؤثر عليها، خاصة في صفوف السياح الفرنسيين، الذين لم تسجل لديهم سوى تأجيلات طفيفة”، مؤكدا أن الحياة عادت لمدينة مراكش كوجهة سياحية، حيث سجلت ارتفاعا في نسبة ليالي المبيت بعد الزلزال.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول: “كان هناك انخفاض طفيف في حجوزات السفر إلى المغرب، لكننا تعاملنا مع الأمر في عدة مراحل، حيث تم في البداية، التواصل مع السياح المتواجدين في المناطق المتضررة، وتفقد حالهم وما إن كانت بعض المخاطر تهددهم”.
وفيما يتعلق بسعر الحجوزات، تابع: “حقا نحن بحاجة إلى معرفة التكلفة الحقيقية للحجوزات، كنا نناقش هذا بشكل جاد ومكثف مع شركائنا، سواء كانوا شركاء تعاونيين أو رسميين، ونلاحظ هذا الارتفاع الواضح في شركات النقل الجوي، كما نقلته مختلف وسائل الإعلام، بعد الزلزال”.
وأكد أنه فيما يتعلق بالسياحة التنظيمية، “على ما يبدو أننا نحقق زيادة تقريبية تصل إلى 20 بالمئة على الأقل، لقد تعرضنا للأذى عندما كنا في أوج الازدهار، نحن نتطلع إلى الحصول على الأرقام، والإحصائيات بشكل عام، وبالنظر لجميع الوجهات والأسواق، نحن نسجل زيادة بنسبة تزيد عن 33 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وزيادة بنسبة 41 بالمئة، فيما يتعلق بالوجهة المغربية مقارنة بسنة 2019”.
وتم خلال هذه السنة، بحسبه، تسجيل “زيادة بنسبة 38 بالمئة مقارنة مع العام الماضي، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا، على الرغم من أننا عادة لا نكون وجهة للشتاء، إلا أننا نحتل المرتبة الثالثة في هذا القطاع، مع زيادة تجاوزت 60 بالمئة، ما يشكل محفزا كبيرا، وهذه الزيادة تعكس التوجه وتظهر الجهد الدائم”.
وختم جهاد شاكب مداخلته، بتوجيه كلمة شكر إلى كافة الشركاء، حيث قال “أنوه بالشركاء والمساندين الذين يسعون دائما بمجهوداتهم إلى تعزيز جاذبية هذه الوجهة”.
من جانبه، ذكر رئيس فدرالية صانعي الأسفار بفرنسا، أن المغرب “يعد أكثر وجهة مفضلة لدى الفرنسيين”، معبرا عن مواساته لضحايا زلزال الحوز.
وأكد أن الزلزال “لم يؤثر على حجوزات الفرنسيين إلى المغرب”، متوقعا أن تشهد نسبة الزوار الفرنسيين الوافدين على المغرب، خلال السنة المقبلة، ارتفاعا ملحوظا.
بدورها، نوهت رئيسة جمعية وكالات الأسفار الفرنسية، بالمؤهلات التي يتمتع بها المغرب، من مآثر تاريخية ومواقع ومؤهلات سياحية، وكذا تنوع في العرض السياحي، وذلك نظرا لقربه الكبير من فرنسا.
وشكل هذا المعرض، فرصة مهمة لمهنيي قطاع السياحة، من أجل تبادل الأفكار والآراء، وكذلك الاستفادة من مجموعة من التجارب الرائدة، لعدد من البلدان المشاركة في هذه التظاهرة السياحية الدولية.
وفي هذا السياق، تم تنظيم عدد من الندوات، لمناقشة مجموعة من القضايا التي تهم قطاع السياحة، وبتعلق الأمر بالجاذبية، وسياحة الأعمال، والسياحة الرقمية، والسياحة المستدامة، وفرنسا كوجهة سياحية، بالإضافة إلى سياحة المعارض والمؤتمرات وكذا السياحة الترفيهية.
وتم خلال هذا المعرض، الذي يهدف إلى تسليط الضوء، على التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع السياحة، تنظيم أزيد من 80 ندوة، ومشاركة حوالي 170 وجهة سياحية عالمية، وكذا حضور ما مجموعه 1400 علامة سياحية، ومشاركة عدد قياسي من مهنيي قطاع السياحة بمعدل 29475.
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع السياحة، كان قد تأثر كثيرا بعد الزلزال، الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب، يوم 8 شتنبر المنصرم، حيث تضررت مجموعة من المعالم والمنشآت السياحية، خاصة في مدينة مراكش ونواحيها، بما فيها بعض المآذن وقباب المساجد الشهيرة، مثل جامع “الكتبية”، وكذا معلمة “المسجد الأعظم”، التي أسسها الخليفة الثاني لدولة الموحدين بالمغرب، عبد المومن بن علي الكومي، في سنة 1153، ناهيك عن حدوث تصدعات في قصري “البديع” و”الباهية”.
تعليقات( 0 )