أعرب محمد حفيظي عن افتخاره الكبير بنيله جائزتين من جوائز “تيلي” العالمية، عن فيلمين وثائقيين أنجزهما رفقة طاقم عمل مغربي شاب، ضمن تجربة إعلامية مع قناة “الشرق الوثائقية”، معتبرا هذا التتويج “إضافة مهمة لمساره المهني”، واعتراف دولي بمهنية وكفاءة الطاقات المغربية المشتغلة في الخارج.
وقال حفيظي في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، إن مساره مع قناة “الشرق الوثائقية” انطلق منذ سنتين، ضمن فريق مغربي شاب وضعت فيه القناة ثقتها الكاملة، مبرزا أن ثمرة هذا التعاون كان سلسلة من الإنتاجات الوثائقية، من بينها شريط “زلزال الحوز: تحت رحمة الخيام”، الذي أشرف على إعداده من فكرة السيناريو إلى كتابة النص والتعليق الصوتي، مسلطا الضوء على معاناة السكان المتضررين من الزلزال، إذ غطى قصصا إنسانية مؤثرة في مناطق متفرقة من منطقة الحوز.
أما الوثائقي الثاني الذي نال الجائزة الثانية، فأبرز حفيظي أنه يحمل عنوان “الحلم الهندي بالمغرب”، ويرصد علاقة ثلاثة أجيال مغربية بعالم بوليوود، ويتعلق الأمر بجيل الستينات والسبعينات، ثم جيل الأربعينات حاليا، وأخيرا الجيل الشاب الذي لا يتجاوز عمره عشرين سنة.
وأردف المتحدث ذاته، الذي حصل في سنة 2023 على دبلوم متخصص في إنتاج الوثائقي من معهد الجزيرة للإعلام، أنه من المتوقع أن تعرض القناة في الأشهر المقبلة سلسلة وثائقية جديدة من إنجاز الفريق نفسه، حول “آلة الهجهوج” التي تعد عنصرا محوريا في الموسيقى الكناوية، بهدف تعزيز حضور الثقافة المغربية في الإنتاجات الدولية والتعريف بغنى التراث الموسيقي المغربي.
وأضاف أن قناة الشرق تحرص بشكل سنوي على المشاركة في جوائز “تيلي” العالمية، التي تعد إحدى أعرق المسابقات الوثائقية الدولية بأمريكا، لكنها توجت خلال هذه الدورة بالجائزة الفضية عن وثائقي الزلزال، والجائزة النحاسية عن وثائقي بوليوود، وذلك وسط منافسة شديدة لأكثر من 13 ألف عمل من مؤسسات إعلامية دولية مرموقة، من قبيل “CNN” و”Fox News” و”HBO” و”Time Warner” وغيرهم.
ولم يخف حفيظي اعتزازه الكبير بهذا التتويج، خاصة وأنه يأتي بعد تتويج وطني سابق، نال فيه الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في سنة 2015 عن برنامجه التلفزيوني “45 دقيقة”، الذي وصفه بأنه محطة مهنية فارقة في مساره، لما حمله من مضامين دقيقة وجرأة مهنية في معالجة قضايا مجتمعية حساسة بأسلوب يغلب عليه طابع التحقيق الميداني.
ولفت إلى أن نيل جائزتين ضمن نفس المسابقة ليس بالإنجاز السهل، بل هو ثمرة عمل جماعي لطاقة شابة مؤمنة برسالتها الإعلامية، مشددا على أن هذا الاعتراف الدولي يعد تكريما للكفاءات المغربية التي تشتغل باحترافية في عدد من القنوات والمؤسسات داخل الوطن وخارجه، وأضاف أن تجربته المهنية في قناة “الكأس” القطرية، حيث أشرف على إعداد وتحرير عدد من البرامج الاجتماعية، مكنته من الوقوف عن قرب على المستوى الرفيع للإعلاميين المغاربة في المهجر.
وخلص حفيظي بتوجيه رسالة أمل للشباب المغاربة، داعيا إياهم إلى التشبث بأحلامهم والاشتغال ليل نهار لتحقيقها، قائلا: “تتويجنا بجائزتين في مسابقة دولية كفريق شاب انطلق من مدينة صغيرة كالفقيه بن صالح، هو دليل حي على أن الحلم ممكن، وأن العزيمة تتجاوز الجغرافيا، خضنا مسارا مليئا بالتحديات والصعوبات والعراقيل، لكننا آمنا بأهمية ما نقدمه، وها نحن اليوم نقطف أولى الثمرات”.
وتجدر الإشارة إلى أن العملين الوثائقيين تم إنتاجهما في إطار تعاون مشترك بين قناة “الشرق الوثائقية” وشركة “سيفين آرت ميديا” المغربية، تحت إشراف المنتجة إيمان تداوت، كما ضم فريق العمل كل من محمد حفيظي والمخرج عبد الإله موجاني ووليد موجاني، ثم مهدي بوعروة، ومنصف متوكل، وطارق ضرار.
وجدير بالذكر أيضا أن عبد الإله موجاني يعد من المخرجين المغاربة الذين راكموا تجربة مهمة في مجال إخراج البرامج والسلاسل الوثائقية، حيث تُعرف أعماله بمزجها بين الدقة التقنية والحس الإبداعي البصري.