أثار إعلان نشرته وزارة العمل المصرية على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك جدلا واسعا في الأوساط المهنية بالمغرب، حيث عرضت الوزارة 800 فرصة عمل للممرضات المصريات للعمل في مستشفيات مغربية براتب يبلغ 1000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى بدل سكن قيمته 200 دولار، ما يعادل إجماليا حوالي 12 ألف درهم مغربي شهريا.
وما أثار استياء العديد من الممرضين والممرضات المغاربة هو أن هذا العرض المالي يتجاوز بكثير الرواتب التي يتقاضونها محليا، حيث تعتبر أجور الممرضات في المغرب أقل بكثير من المبلغ المعلن في العرض المصري، وهو ما دفع العديد من المغاربة للتساؤل عن أسباب هذا الفارق الكبير في الأجور بين الكوادر الصحية المحلية والأجنبية داخل نفس المؤسسات الاستشفائية.
الجدل لم يتوقف عند الأجور فقط، بل امتد إلى هوية المجموعة الصحية المغربية التي وفرت هذه الفرص.
في البداية، ذكر الإعلان أن العرض مقدم من مجموعة “أكديطال”، وهي واحدة من كبرى المجموعات المالكة للمستشفيات الخاصة في المغرب، حيث تدير مؤسسات صحية في 18 مدينة.
لكن بعد انتشار الجدل، قامت وزارة العمل المصرية بتعديل الإعلان وحذف اسم “أكديطال”، مكتفية بذكر أن الفرص متاحة في “إحدى المنشآت الصحية المغربية”، كما قامت بحذف قيمة الراتب وما سمته “بدل السكن”.
ورغم التعديل الذي جرى على الإعلان في فيسبوك، نشرت صفحة الوزارة نفسها على إنستغرام منشورا جديدا تضمن مجددا اسم “أكديطال” وقيمة الأجر المعروضة، ما زاد من حالة الارتباك والتساؤلات حول شفافية التعامل مع هذه الفرص الوظيفية.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل العديد من المغاربة مع القضية، حيث اعتبر البعض أن هذا العرض يكشف عن خلل في سياسة الأجور بالمؤسسات الصحية المغربية، خاصة في القطاع الخاص.
كما تساءل آخرون عن سبب عدم توفير نفس الامتيازات المالية للأطر الصحية المغربية، بدلا من البحث عن موارد بشرية أجنبية برواتب أعلى.
في المقابل، رأى آخرون أن هذه الخطوة تعكس رغبة مستشفيات القطاع الخاص في استقطاب خبرات أجنبية ربما تتمتع بمؤهلات مختلفة، خاصة أن العرض يشترط إجادة اللغة الإنجليزية وخبرة مهنية تتراوح بين 4 و6 سنوات في تخصصات دقيقة مثل التخدير والعناية المركزة والقسطرة.
المجموعة الصحية المغربية، وبعد تداول الأخبار المرتبطة بها في المنصات الحكومية المصرية ووسائل الإعلام المغربية والمصرية، قالت في بيان وصفته بـ”التوضيحي”، إنها “لم تبرم أي اتفاقية مع أي جهة أجنبية لاستقطاب ممرضين من خارج الوطن حتى هذه اللحظة”.
وأضافت أنه “في إطار برنامجها التوسعي 2023-2024، قامت بافتتاح عدة مصحات في مختلف المدن المغربية، وذلك في إطار شراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) وبرنامج أوراش”.
وتابعت، “وقد مكن هذا البرنامج المجموعة من توظيف 4000 كفاءة مغربية في مجالات التمريض والمهن شبه الطبية، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الصحية داخل المملكة”.
وأردفت “تواصل مجموعة أكديطال استراتيجيتها التوسعية، حيث ستشهد الفترة 2025-2026 افتتاح مصحات جديدة في مختلف أقاليم المملكة، بهدف تسهيل ولوج المواطنين إلى خدمات صحية عالية الجودة. في هذا السياق، ستقوم المجموعة بتوظيف أعداد جديدة من الأطر التمريضية وشبه الطبية، مع التأكيد على أن الأولوية تبقى دائمًا للكفاءات المغربية”.
واعتبرت في ختام بيانها أنه “نظرا للنقص المسجل في الموارد البشرية في القطاع الصحي، فإن مجموعة أكديطال لا تستثني الانفتاح على كفاءات أجنبية لسد الخصاص الهيكلي الذي نعرفه في هذا المجال”، وفق قولها.