قال الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن فيروس جدري القردة كان محدودا في الماضي، حيث انتشر في مناطق وسط وغرب إفريقيا بين الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات ويستهلكون لحومها.
وأشار حمضي إلى أن تطورات مقلقة ظهرت في الأشهر الأخيرة، لأن السلالة الجديدة من الفيروس، المعروفة بـ “B1″، بدأت تنتشر بين الرجال والنساء في علاقات جنسية عادية، وكذلك بين الأطفال الذين لا تربطهم علاقات جنسية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الفيروس أصبح ينتقل عبر التلامس الجلدي وكذلك من خلال ملامسة أشياء ملوثة، مما جعله ينتشر بسهولة أكبر من السابق، حيث أن السلالة الجديدة تظهر أيضا أنها أكثر فتكا من السلالات السابقة، حيث تصل نسبة الوفاة إلى حوالي 5% بين البالغين و10% بين الأطفال في الحالات الشديدة.
والأمر المقلق حسب حمضي، هو أن المرض بدأ ينتقل من المناطق النائية في إفريقيا إلى المدن الكبرى، مما يسهل انتشاره عبر وسائل النقل الحديثة، وهذا الانتشار الجديد تفشى في 15 دولة إفريقية، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن انتشار المرض إلى الدول المجاورة والعالمية.
أعراض المرض
قال الطبيب حمضي، إن هذا المرض يبدأ بارتفاع في درجة الحرارة، يليه صداع وألم في الرأس، وتظهر بعد ذلك أعراض مثل تورم الغدد، تعب عام، وطفح جلدي يتكون من حويصلات صغيرة مملوءة بالسوائل، ويشمل الجسم كله، بما في ذلك الوجه واليدين والرجلين والأعضاء التناسلية.
خطورة المرض
وبحسب المتحدث ذاته، المرض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك الوفاة، التقديرات الحالية تشير إلى أن حوالي 3% من المصابين قد يتعرضون للوفاة، وهو رقم تقدير أولي قد يكون أعلى من المعدل النهائي المتوقع، وخطورة المرض تكمن أيضا في أن طرق انتشاره لم تتضح بشكل كامل، مما يتيح له فرصة أكبر للتفشي.
لقاحات وأدوية
وأورد حمضي أيضا، أن اللقاحات المتاحة حاليا هي تلك التي كانت تستخدم ضد مرض الجدري، الذي تم القضاء عليه في عام 1980، وفي عام 2022، تم استخدام لقاحات ضد جدري القردة بنجاح بنسبة 85% في الدول الغنية، بينما لم تصل هذه اللقاحات إلى إفريقيا والدول الفقيرة، مما أدى إلى استمرار انتشار الفيروس.
إعلان حالة الطوارئ الصحية
إعلان حالة الطوارئ الصحية يعني أن البلدان التي لا يوجد فيها الفيروس قد تتعرض لاحتمال وصوله إليها، ويستلزم ذلك زيادة الجهود المالية والبشرية والعلمية لمحاصرة الفيروس، بما في ذلك إجراء التحاليل والعزل وتوفير الأدوية، حسب حمضي.
وخلص حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، إلى أن المغرب يمكن أن يتأثر بانتشار الفيروس، كما هو الحال مع جميع الدول الأخرى، مشددا على أنه من الضروري جدا أن يشارك المغرب في الجهود العالمية لمكافحة المرض، بما في ذلك تحسيس المواطنين واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.