أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي توعد الإثنين بتوجيه “ضربة شديدة” إلى من يعتدي على بلاده، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة لإيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها بشأن ملفها النووي.
وقال خامنئي في خطبة عيد الفطر “إذا قام الأعداء بالاعتداء على إيران، سيتلقون ضربة شديدة وقوية، وإذا فكروا بالقيام بفتنة في الداخل سيرد عليهم الشعب الإيراني كما رد في الماضي”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
وإذ لم يذكر خامنئي ترامب صراحة، إلا ان خطابه بدا بمثابة رد على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي في الأيام الأخيرة. وفي مقابلة الأحد مع أحد الصحافيين في شبكة ان بي سي، قال ترامب “إذا لم يوقِّعوا اتفاق، سيكون هناك قصف”.
وللاحتجاج على ذلك، أعلنت طهران الاثنين أنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على “إكس” الاثنين “أن تهديد رئيس دولة علانية بقصف إيران يشكل إهانة صادمة لجوهر السلام والأمن الدوليين”.
وحذّر العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، بأن “الأميركيين لديهم ما لا يقل عن 10 قواعد في المنطقة المحيطة بإيران، ولديهم 50 ألف جندي”.
– تهديد –
وهدد حاجي زاده، المسؤول عن البرنامج البالستي الإيراني الاثنين قائلا “من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة”.
وتستضيف قطر التي تفصلها مياه الخليج عن إيران، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.
تتهم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة طهران بالسعي لامتلاك السلاح النووي. غير أنّ الأخيرة تنفي ذلك، مؤكدة أنّ نشاطاتها النووية موجهة لأغراض مدنية، خصوصا في قطاع الطاقة.
في 2015، أبرمت إيران والقوى الكبرى (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة) وألمانيا اتفاقا ينص على رفع عدد من العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ولكن في العام 2018، سحب ترامب بلاده من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات على إيران.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعلن أنّه منفتح على إجراء محادثات بشأن اتفاق جديد مع إيران، وأنه وجه رسالة إلى القادة الإيرانيين بهذا الشأن.
وقالت إيران الخميس إنها ردت على الرسالة عبر سلطنة عمان.
– رسالة و”ضغوط قصوى” –
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين، إن الولايات المتحدة تلقت هذه الرسالة.
وصرّح للتلفزيون الإيراني “تلقينا معلومات من أصدقائنا في عُمان بأن الرسالة وصلت”.
وبالتوازي، لوح ترامب بسياسة “الضغوط القصوى” عبر فرض عقوبات على إيران لتقليص صادراتها النفطية ومصادر دخلها إلى العدم، وهدد بتحرك عسكري في حال رفضت طهران الدخول في مفاوضات.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة سنة 1980. لكن البلدين يتواصلان بطريقة غير مباشرة بواسطة السفارة السويسرية في طهران.
أدت سلطنة عمان دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بشأن الملف النووي الإيراني، في إطار “عملية مسقط”، وأدت قطر دورا بدرجة أقل. ووجه ترامب رسالته إلى إيران عبر الإمارات.
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في فيديو بثه الإعلام الرسمي الأحد، معارضة بلاده للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة تحت التهديد، لكنه أبدى انفتاحا على المفاوضات غير المباشرة.