أجمع عدد من الخبراء في تحليل قدموه لموقع “سفيركم”، على أن إعلان حزب “uMkhonto weSizwe” الجنوب إفريقي دعمه لمغربية الصحراء يشكل تحولا مهما وغير مسبوق في مواقف النخبة السياسية بالبلاد، ويعكس تغيرا محتملا في موقف جنوب إفريقيا من القضية، في ظل متغيرات الساحة الدولية، خاصة بعد الموقف البريطاني وتصاعد دعوات تصنيف “البوليساريو” كتنظيم إرهابي.
لحسن لعسيبي: موقف بحمولة تاريخية وسياسية
اعتبر لحسن لعسيبي؛ وهو صحافي وكاتب متابع لقضية الصحراء، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن أهمية موقف الحزب الجنوب إفريقي، الذي وصفه بـ”التحول غير المسبوق” ضمن المشهد السياسي الحزبي بجنوب إفريقيا، تكمن في انتمائه التاريخي إلى حزب الزعيم التاريخي “نيلسون مانديلا”، قبل أن ينشق عنه ويصبح القوة الثالثة برلمانيا في البلد.
وأضاف أن هذا الحزب هو نفسه الذي قاده الرئيس الجنوب إفريقي السابق “رامافوزا”، ما يعني أنه تحول مهم في قلعة من قلاع صناعة الرأي العام بجنوب إفريقيا.
وشدد لعسيبي على أن هذا التحول يؤسس لموقف سياسي جديد بخصوص الوحدة الترابية، مسنودا بحقائق تاريخية دامغة، وكذا حقائق المصلحة الإفريقية المشتركة بين البلدين، في أفق تعزيز أسباب التعاون والتكامل وحفظ السلم ووحدة الدول بالقارة السمراء.
وقال: “من المؤكد أن هذا التحول الهام في موقف قوة سياسية معارضة بجنوب إفريقيا، يأتي على إثر الموقف المتقدم لبريطانيا من قضية الصحراء المغربية، وأنه ترجمان لمواقف قادمة ضمن مجال دول الكومنولث بالعالم”.
واستطرد العسيبي مؤكدا أن صوت قوة سياسية حزبية ذات مصداقية مثل حزب “رامافوزا”، مسموع بدرجات مؤثرة ضمن المجال الأنغلوفوني بالقارة الإفريقية، مبرزا أنه سيساهم في تسريع مواقف إيجابية متزايدة لصالح قضية الوحدة الترابية.

محمد الطيار: جنوب إفريقيا تتهيأ لإعلان موقف مؤيد للمغرب
ومن جانبه، توقع محمد الطيار، الخبير السياسي ورئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، في تصريح مماثل قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن تخرج جنوب إفريقيا بموقف مؤيد لمقترح الحكم الذاتي، قائلا: “مما لا شك فيه أن جنوب إفريقيا ستخرج بموقف تعلن فيه ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي، وإن لم يكن في القريب العاجل، لا بد أن يظهر بشكل جلي في الشهور القادمة”.
وأضاف الخبير أن إعلان الحزب الجنوب إفريقي، الذي يحظى بمكانة مهمة في المشهد السياسي لهذه الدولة، عن دعمه لمغربية الصحراء، يعد مؤشرا له عدة دلالات أساسية.
وأكد أن جنوب إفريقيا أصبحت تعي أكثر من أي وقت سابق، أن قضية الصحراء المغربية دخلت منعطفا جديدا، مبرزا أن الحديث أصبح يتوسع حول تصنيف “البوليساريو” حركة إرهابية، ما سيكون له انعكاسات على جنوب إفريقيا لأنها تعد من حلفاء هذه الحركة الانفصالية.
وواصل الطيار أن جنوب إفريقيا تتعرض لضغوط داخلية تهددها هي الأخرى بالانفصال، ويتعلق الأمر بوضعية السكان البيض ومطالبهم المتزايدة بالحصول على وطن خاص.
وعلى مستوى التوازنات الدولية، لفت الطيار إلى أن جنوب إفريقيا أصبحت أمام خيارين أساسيين، لا سيما بعد الاعتراف البريطاني الأخير بمغربية الصحراء، أولهما؛ الحفاظ على مصالحها الوطنية وتسير في الطريق الذي سلكته القوى الدولية، وثانيهما؛ الاستمرار إلى جانب الجزائر في وضع سيزيدها عزلة.
وأردف أن إعلان الحزب عن موقف “جد متقدم” من قضية الصحراء المغربية، ينطوي على مؤشرات تلوح بإمكانية تغيير جنوب إفريقيا لموقفها بما يلائم التطورات الحاصلة في قضية الصحراء المغربية.
