أسفرت نتائج الانتخابات الجماعية الجزئية، عن فوز كاسح لأحزاب التحالف الحكومي بما نسبه 86%، من المقاعد المتبارى عليها، حيث حل الحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود التحالف والحكومة أولا ثم حزب الأصالة والمعاصر، وجاء حزب الإستقلال ثالثا.
وينظر مراقبون إلى هذه النتائج، في مدى تجسيدها لقوة أحزاب التحالف الحكومي، في استقطاب أصوات الناخبين، وكذا في حجم إقبال المصوتين على صناديق الإقتراع، وهل تشكل هذه النتائج وإقبال المواطنين على التصويت صورة لما سيكون عليه المشهد في انتخابات 2026.
وفي هذا السياق قال رشيد لبكر، رئيس شعبة القانون العام بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، “إن المزعج في الأمر حقا هو هذه ” اللامبالاة” وهذا الـ “عدم الاهتمام” بالانتخابات، اللذان يعكسان شعورا عاما لدى المواطنين بلا جدواها، وأنها لا تعني لهم شيئا ولا يعلقون عليها أي رهان”.
وأضاف لبكر في تصريح لموقع”سفيركم” أن “الأهم وقبل الحديث عن النتائج، هو طرح السؤال حول مستقبل السياسة ببلادنا، وكيف يمكن انتشالها من هذا الواقع المطبوع بالعبثية، واللامعنى الذي وصلت إليه”، لافتا إلى “أن هذه الانتخابات مرت في أجواء باردة، وبالتالي لم يكن لها الزخم الذي يصاحب عادة العمليات الانتخابية”.
وأوضح المحلل السياسي، أن “سبب هذه البرودة قد يعود إلى كون القضايا المطروحة اليوم في سلم الأولويات الوطنية، لم تعد تسمح ببذل الاهتمام المألوف لهذه الانتخابات “، مستبعدا “أن يكون بإمكانها إعطاء فكرة واقعية عن حجم المشاركين فيها، ولا التكهن بمدى حضور هذا الحزب أو ذاك في الاستحقاقات الوطنية القادمة” .
وخلص المتحدث إلى “أنه وفي غياب الإشارة إلى النسبة الحقيقية، لعدد المشاركين في التصويت، -وهي المؤشر الأهم للحكم على هذه الانتخابات، وبالتالي تأكيد قوة حضور الأحزاب الفائزة من عدمها-، فإن هذا الفوز يبقى فوزا عدديا ( نسبة إلى عدد المقاعد المحصل عليها)، ولا يحمل على التكهن الموضوعي بمدى الحضور الفعلي لهذه الأحزاب في الضمير السياسي لعموم المواطنين وعلى مدى قوتها في التأثير على المزاج العام لمن هم معنيون بالتصويت”.