شهد شهر يوليوز الماضي درجات حرارة قياسية غير مسبوقة، حيث سجل أعلى درجة حرارة على الإطلاق، كما يمثل الشهر الرابع عشر على التوالي الذي تسجل فيه درجات حرارة شهرية قياسية.
وقال الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن درجات الحرارة العالمية المتوسطة لمدة 13 شهرا متتاليا على الأقل، سجلت أرقاما قياسية شهرية جديدة، حيث كان شهر يوليوز 2024 هو الأكثر دفئا على الإطلاق بالنسبة للكرة الأرضية في سجل NOAA الذي يمتد لـ 175 عاما، وكان أعلى بمقدار 0.03 درجة مئوية (0.05 درجة فهرنهايت) من يوليو 2023 و”على الأرجح الشهر الأكثر دفئا على الإطلاق بالنسبة للكرة الأرضية منذ عام 1850″.
وأشار بنرامل في تصريحه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، إلى أن شهر يوليوز 2024 ثاني أكثر الشهور دفئا على مستوى العالم وثاني أكثر شهور يوليوز دفئا في سجل بيانات ERA5 لخدمة تغير المناخ كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي، وكان أقل بمقدار 0.04 درجة مئوية فقط من أعلى مستوى سابق مسجل في يوليو 2023.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الحرارة الشديدة والمستمرة تؤكد على مدى إلحاح نداء العمل بشأن الحرارة الشديدة الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال إن “الأرض أصبحت أكثر سخونة وأكثر خطورة على الجميع، في كل مكان”.
ومن جهتها قالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو كانت قد حد: “لقد ضربت موجات حر شديدة وممتدة كل قارة في العام الماضي. وسجلت عشر دول على الأقل درجات حرارة يومية تزيد عن 50 درجة مئوية في أكثر من موقع. لقد أصبح هذا الأمر حارًا للغاية بحيث لا يمكن تحمله”.
وعزا مصطفى بنرامل، ارتفاع درجات الحرارة إلى الأنشطة البشرية، وخاصة تلك التي تبعثا المزيد من الغازات الدفيئة من وسائل النقل والمصانع والحياة العمرانية بالمدن والضواحي مما يجعلها تكون حزام غازي سميك يزداد شدة من كميات الغازات المنبعثة بشكل مستمر يحيط بالكرة الأرضي وهذا ما تحصر أشعة الشمس بالأرض ولا يجعلها تنعس لخارج الغلاف الجوى في الفضاء.
وفي سياق متصل، ذكرت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أن عام 2024 مرشح بنسبة 77% ليكون العام الأكثر حرا في التاريخ حتى الآن، كما تشير البيانات إلى أن درجات الحرارة الشهرية القياسية تتوالى منذ ما يقرب من عام، مما يثير قلق العلماء والمختصين.
وفي تحليلها الشهري، أوضحت الوكالة أن درجة الحرارة العالمية في يوليوز 2024 كانت أعلى بمقدار 1.21 درجة مئوية من متوسط القرن العشرين، مما يعكس تأثير التغير المناخي المتسارع.
وشهدت العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك إفريقيا وأوروبا وآسيا، أشد شهر يوليوز حرارة في تاريخها، بينما سجلت أمريكا الشمالية ثاني أشد شهر يوليوز حرارة.
كما أظهرت البيانات أن المحيطات سجلت ثاني أعلى درجة حرارة لشهر يوليوز، حيث بلغ متوسط درجة حرارة المحيطات 20.88 درجة مئوية، وهو رقم قياسي لم يتم تجاوزه إلا قليلا مقارنة بالعام السابق.
وأثارت هذه الأرقام قلق الوكالات الدولية، خاصة مع استمرار ظاهرة “النينيو” التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
وأكدت سامانثا بيرجس، نائبة رئيس خدمة التغير المناخي في كوبرنيكوس، أن التغيرات المناخية بدأت تظهر تأثيراتها المدمرة قبل عام 2023 بفترة طويلة، محذرة من استمرار هذه التأثيرات حتى يتم تحقيق الحياد الكربوني على المستوى العالمي.
تعليقات( 0 )