لاتزال رسالة التهنئة التي بعثها الملك محمد السادس، لعبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المعاد انتخابه لولاية رابعة، في مؤتمره الأخير، تثير الجدل حول مضامينها ورسائلها الشخصية للأمين العام، عبد الإله بنكيران المثير للجدل، ولحزب العدالة والتنمية.
ويرى مراقبون أن رسالة التهنئة الملكية لبنكيران، قطعت الطريق أمام دعوات شيطنة الحزب وحله، كما حملت دعوات الارتقاء بالعمل الحزبي والسياسي في المغرب، بما يناسب الخيارات والرهانات الكبرى للمملكة، وتقوية المؤسسات الحزبية لتكون على قدر التحديات والرهانات الوطنية الكبرى.
وفي هذا السياق يقول رشيد لزرق أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة إبن طفيل، “إن الرسالة الملكية لعبد الإله بنكيران تحمل مضموناً يتجاوز مخاطبة حزب بعينه، لتشكل رؤية إصلاحية شاملة للمشهد الحزبي المغربي بأكمله”.
وأوضح لزرق في تصريح لموقع “سفيركم”، “أن الإشارة الملكية لضرورة الانتقال من المنطق الشخصي إلى منطق المؤسسة، تضع الأصبع على جوهر التحدي الذي يواجه الخيار الديمقراطي، هو بناء أحزاب مؤسساتية حقيقية، تتجاوز فيها البرامج والرؤى السياسية شخص الأمين العام الذي يعد ركيزة أساسية لاستكمال البناء الديمقراطي وتعزيز دولة المؤسسات”.
وخلص المحلل السياسي إلى أن “التحول يتطلب إرادة سياسية صادقة وجهوداً متواصلة لترسيخ قيم الديمقراطية الداخلية والشفافية وتداول السلطة داخل الهياكل الحزبية، مما سينعكس إيجاباً على جودة الأداء السياسي، ويعزز ثقة المواطنين في المؤسسات التمثيلية، ويرفع من قدرة الأحزاب على المساهمة الفعالة في تنمية البلاد وتحقيق تطلعات الشعب المغربي”.