كشف الخبير العسكري؛ محمد شقير، أن اقتناء المغرب لسفينة بحرية إسبانية متطورة من طراز “أفانتي 1800″، سيُشكل نقلة نوعية في قدرات البحرية الملكية المغربية، خاصة على مستوى مراقبة الحدود البحرية والتصدي لشبكات تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية.
وأوضح الخبير العسكري؛ محمد شقير، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن إبرام المغرب لاتفاقية قرض بقيمة 95 مليون يورو لاقتناء سفينة حربية متطورة من إسبانيا، يندرج في إطار سعيه المتواصل لتحديث قواته البحرية الملكية وتعزيز قدراتها العملياتية، وحماية حدود المملكة البحرية، وكذا مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة المرتبطة بتهريب المخدرات والهجرة غير النظامية.
وأضاف أن السفينة الجديدة تتميز بمواصفات تقنية وقتالية متقدمة، حيث يبلغ طولها 17 مترا وعرضها 13 مترا، وهي مجهزة بمنصة هبوط خاصة لاستقبال المروحيات والطائرات بدون طيار، ما يسهل على البحرية الملكية تنفيذ التدخلات السريعة والفعالة في المناطق البحرية الممتدة على أكثر من 3500 كيلومتر.
وأضاف المتحدث ذاته أن السفينة تتوفر أيضا على مدفعية ثقيلة تمكنها من صد أي هجومات بحرية محتملة، ما يعزز من القدرة الدفاعية المغربية، خاصة في ظل تنامي التوترات والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الصفقة ستُمكن المغرب من تعويض السفينة الإسبانية القديمة “العقيد الرحماني”، التي اقتناها في سنة 1983، والتي أصبحت متقادمة وغير قادرة على مواكبة ومجاراة التطور الكبير الذي عرفته الأساطيل الحربية في المنطقة.
وأردف الخبير العسكري، أنه من المرتقب أن تتسلم البحرية الملكية المغربية هذه السفينة، التي ستعزز عتاد البحرية الملكية في مواجهة شبكات تهريب المخدرات والهجرة السرية، وكذا تعزيز السيادة البحرية المغربية على سواحل الأقاليم الجنوبية.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر أن تسلم شركة “نافانتيا” للقوات المسلحة الملكية، في الأيام القليلة المقبلة سفينة “أفانتي 1800″، التي كان قد تم الاحتفال بتدشينها، يوم الثلاثاء 27 ماي الجاري، في ميناء سان فرناندو بإقليم قادس الإسباني، بحضور عدد من السؤولين المغاربة والإسبان.
وجدير بالذكر أيضا أن تقارير إعلامية إسبانية كانت قد ذكرت أن العقد الموقع بين الطرفين يشمل حزمة دعم لوجستي وتقني متكاملة، إلى جانب برامج تدريب متخصصة لفائدة الأطقم المغربية، تُجرى داخل منشآت “نافانتيا” بإسبانيا.
ويشار أيضا إلى أن أشغال هذه السفينة قد استغرقت ثلاث سنوات من العمل المتواصل، ما خلق ما يقارب 1.100 منصب شغل مباشر وغير مباشر، بما يزيد عن مليون ساعة عمل، ما يعكس حجم الاستثمار التقني والبشري الذي حظي به.