يسعى المغرب منذ مدة إلى توطين الصناعات الدفاعية، من خلال عدة إجراءات ممهدة ومحفزة للإستثمار، في هذا المجال الحيوي والهام للدولة، في مسعى لتحقيق الإكتفاء الذاتي من خلال انتاج العديد من الأسلحة والمنتجات العسكرية.
ولتحقيق ذلك، أقدم المغرب على تطوير منظومته القانونية، التي تؤطر الاشتغال والاستثمار في الصناعات العسكرية والدفاعية بالمملكة، وتتيح مناخ ملائم للمستثمرين والشركات الدفاعية الأجنبية، للإستثمار في المغرب، وكذا تقديم حوافز ضريبية واستثمارية مهمة، لهذه الشركات والدول لتشجيعها على إنشاء مصانع بشراكة مع شركات ومؤسسات مغربية.
واستطاع المغرب بهذه السياسة، استقطاب عدة دول للإستثمار التي تتخصص في إنتاج قطع أسلحة وأسلحة مختلفة، من مدرعات ومركبات وصواريخ، ومسيرات مختلفة المهام والأنواع وغير ذلك من احتياجات القوات المسلحة الملكية، بشراكة مع دول مختلفة مثل الهند وفرنسا وإسرائيل وتركيا.
وفي ذات السياق، حل وزير الدفاع السلوفاكي روبير كاليناك أمس الخميس بالمغرب مرفوقا بوفد عسكري هام، من ضمنهم كبار مسؤولي الشركات السلوفاكية المتخصصة، في مجال الصناعة الدفاعية، حيث تطرق مع الجانب المغربي لإمكانيات استثمار الشركات العسكرية السلوفاكية بالمغرب.
وتشتهر سلوفاكيا بالصناعات العسكرية الموروثة عن الحقبة السوفياتية، وتتميز أكتر بالمدافع ذاتية الحركة، التي تعد فخر الصناعات العسكرية السلوفاكية، ويتيح ذلك للمغرب إمكانية نقل التجربة السلوفاكية إليه.
وفي هذا السياق قال الخبير العسكري محمد شقير، إن “المغرب يعد أرضا بكرا للفرص الاستثمارية، في هذا المجال، خاصة وأن الموقع الجيوستراتيجي بين أوربا وأفريقيا، يشجع الشركات على اعتبار المغرب منصة لتمدد الشركات نحو باقي الدول الأفريقية، بما في ذلك الشركات السلوفاكية”.
وأضاف شقير في تصريح خص به موقع “سفيركم”، أن “ما ساعد على هذا التسابق والمنافسة، بين هذه الشركات الضمانات القانونية والاستثمارية التي وضعها المغرب، فبالاضافة إلى الترسانة القانونية، التي صادق عليها البرلمان المغربي، فإن المغرب هيأ منطقتين صناعيتين لإقامة هذه الصناعات الدفاعية، وهيأ المقومات المادية لذلك”.
ولفت شقير إلى أن” سوق السلاح وتصنيعه سوق مربحة، بحيث أن هذه السوق تعرف رواجا باستمرار، سواء بسبب اندلاع الحروب، أو بسبب التسابق نحو التسلح، بالإضافة إلى أن هذه الصفقات عادة ما تعقد مع الدول مما يجعلها صفقات مضمونة”.
وخلص المتحدث إلى “أن المغرب سيتفيد من التجربة السلوفاكية في هذا المجال، كما أن الشركات السلوفاكية، تسعى لإنتاج وتصنيع انواع متعددة من الأسلحة والبحث عن أسواق لتصدير أسلحتها، والمغرب يشكل بوابة لأسواق واعدة في هذا المجال”.