خبير فلاحي لـ”سفيركم”: استخدام التكنولوجيا الزراعية في المغرب يطرح تحدي الاستدامة

أكد الخبير الفلاحي محمد الهاكش أن في المغرب نسبة قليلة جداً من الفلاحين فقط هي التي تستطيع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطبيق الابتكارات التكنولوجية في الزراعة.

وأوضح الهاكش، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أنه وفقاً لتقرير “50 سنة من التنمية البشرية وآفاق 2025” الذي أعده مجموعة من الخبراء المغاربة حول توزيع الأراضي الزراعية في المغرب، فإن فئة صغيرة من الفلاحين تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

وقال الهاكش إن “هذا القطاع موجه بشكل رئيسي للتصدير ويعتمد على العمل المأجور. أقل من 1000 فلاح يسيطرون على حوالي 500,000 هكتار من الأراضي، منها 120,000 هكتار مجهزة بأحدث أنظمة الري، وهو ما يمثل 9% من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة و15% من الأراضي المسقية.”

وأضاف: “حوالي 100 من هؤلاء الفلاحين يمتلكون ربع أعداد الأبقار والأغنام المستوردة، والتي تستفيد من أحدث أساليب التربية.”

وكشف الهاكش أن التكنولوجيا الحديثة في الزراعة المغربية يستخدمها كبار المستثمرين في الفلاحة والشركات الزراعية، في حين أن أكثر من مليون فلاح صغير ومتوسط لا يستطيعون امتلاك هذه التكنولوجيا.

وأردف المتحدث ذاته قائلاً: “أما مساهمة هذه الابتكارات، سواء على مستوى تقنيات السقي أو ذر الأسمدة الكيميائية بالطائرات أو تقنيات البذر والجني، فبقدر ما ترفع الإنتاجية إلى مستويات عالية، بقدر ما تستنزف الأرض والمياه وتلوث البيئة بالمواد الكيميائية، مما يهدد الاستدامة.” مضيفاً: “هؤلاء المستثمرون يسعون إلى مراكمة الأرباح على حساب الموارد الطبيعية.”

وفي هذا الإطار، شدد الهاكش على أن ندرة المياه التي يعاني منها المغرب قد تفاقمت بفعل الزراعة الصناعية المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة. موضحاً: “ورغم أن هذه الزراعة ساهمت بشكل كبير في زيادة الصادرات، إلا أن ذلك كان على حساب الشعب المغربي الذي يئن تحت وطأة غلاء أسعار اللحوم والخضروات، مما عمّق تبعيتنا الغذائية للمواد الأساسية كالخبز والزيت والسكر.”

وفي ختام تصريحه، دعا الهاكش إلى دعم الفلاحين الصغار والمتوسطين باعتبارهم الضامنين الحقيقيين لاستدامة الزراعة في بلدنا. قائلاً: “هؤلاء الفلاحين يساهمون في تغذية 70% من سكان العالم، بينما تساهم الزراعة الصناعية فقط في 30%… هم الذين يرتبطون بالأرض ويتناغمون مع الطبيعة.”

تعليقات( 0 )