في تصريح جديد ومثير، قال البشير مصطفى السيد، القيادي في جبهة البوليساريو الانفصالية، إن الجبهة ستهاجم موريتانيا في حال سمحت بفتح معبر بري جديد على الطريق الذي يشيده المغرب حاليا، والذي سيمتد من مدينة السمارة إلى مدينة الوزيرات الموريتانية، حيث اعتبر القيادي في الجبهة الانفصالية أن فتح هذه المعبر الذي وصفه “بغير الشرعي” سيكون موجبا لشن هجمات على الأراضي الموريتانية من طرف عناصر البوليساريو.
وتأتي هذه التصريحات حسب مراقبين، بعدما حُشرت البوليساريو وخلفها الجزائر في الزواية، وتقزيم أطروحاتهما الانفصالاية، في ظل المكاسب السياسية والديبلوماسية الكبيرة التي ينتزعها المغرب دعما لمقترح الحكم الذاتي وللسيادة المغربية على صحرائه، إضافة إلى التقارب الملاحظ بين المغرب ومورتانيا، والذي يشكل تحديا كبيرا للجزائر والبوليساريو.
وفي هذا السياق يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الانسان، أن تهديد البشير مصطفى السيد لموريتانيا هو محاولة للتشويش على التقارب بين الرباط ونواكشوط، وينبغي أخذه على محمل الجد لا سيما بالنظر إلى السجل الإرهابي للجبهة من اختطاف المدنيين الموريتانيين واستهداف مرافق مدنية.
ولفت عبد الفتاح في تصريح لـ”سفيركم” إلى أن الجبهة الانفصالية عكفت على ترويج خطاب شوفيني عدائي ضد موريتانيا منذ اندلاع النزاع في سبعينات القرن الماضي، باعتبارها الحلقة الأضعف في الصراع ما يشكل عنصر رئيسيا (أي العداء لموريتانيا) في عقيدة الجبهة، كما تحاول التغلغل في الامتدادات الاجتماعية وتوظيف بعض العصبيات القبلية في قبائل ومناطق شمال موريتانيا لاستدرار تعاطف بعض المجموعات وللاختراق الأمني في هذه المناطق.
وأضاف رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الانسان، أنه طبيعي أن تصدر مثل هذه الأصوات في ظل تغير الموقف الموريتاني لصالح المملكة عبر انخراطها العملي في عدد من الخطوات، في اعتراف عملي وضمني بالسيادة المغربية على الصحراء، مشيرا إلى أن هذا التقارب تكرس أساسا في 13 نونبر 2020، بعدما أصرت موريتانيا على تشغيل المعبر الحدودي الكركرات ضدا على طموحات ومطالب خصوم الوحدة التربية.
وكشف المحلل السياسي أن موريتانيا عززت تواجدها العسكري في شمال البلاد بمقربة من مناطق تحرك عناصر الجبهة الانفصالية، وعززت ترسانتها العسكرية وأنظمة مراقبة حدودها، تحسبا لأي أعمال عدائية في تلك المنطقة تستهدفها أو تستهدف المملكة.
وأشار إلى أن موريتانيا تنخرط في المبادرات التي يقودها عاهل البلاد، سيما تلك المتعلقة بتعزيز الاندماج والتكامل الاقتصادي لدول إفريقيا الغربية الأطلسية ، وكذا مبادرة تمكين دول الساحل من ولوج الأطلسي، وانخراطها في المشروع الاستراتيجي أنبوب الغاز الأطلسي الذي يمر عبر الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وختم محمد سالم عبد الفتاح بالقول على أن اللقاء الذي عقده الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني مع الملك محمد السادس أثناء زيارته للمغرب، وضع حجر الأساس لتفاهمات كبيرة واستراتيجية، مما جعل خصوم المملكة من رعاة الانفصال يتوجسون من التقارب الموريتاني المغربي، الأمر الذي يفسر إطلاق مثل هذه التهديدات، وكذلك لأهمية نواكشوط ، باعتبارها أحد اطراف اتفاق مدريد التاريخي، وتشترك بحدود برية مع المملكة، وأي تغير في الموقف الموريتاني لصالح المغرب، يشكل ضربة قاسمة لمشروع الانفصال.