احتل المغرب المرتبة 65 في مؤشر التحول الطاقي لسنة 2024 حسب المنتدى الاقتصادي العالمي، كما تقدم على البلدان المغاربية حيث احتل الصدارة وجاءت بعده تونس ثم الجزائر. وعلى مستوى الشرق الأوسط احتل المغرب المرتبة الخامسة متقدما على قطر والامارات العربية المتحدة والسعودية. لكن ولما يتوفر عليه المغرب من طاقات هل يمكن له أن يكون رائدا في مجال الطاقة المتحولة على المستوى العالمي؟.
وفي هذا السياق قال الخبير الاقتصادي محمد جدري لـ”سفيركم” على أن المغرب مرشح لتجاوز هذه المراتب التي أصدرها المنتدى الاقتصادي العالمي حيث أن يمكن أن يكون ” من بين خمس أو ست دول رائدة على المستوى العالمي فيما يتعلق بالطاقات المتجددة لماذا ؟ لأن المغرب لديه 3 عوامل إيجابية والتي يمكنها أن تساعده في الانتقال الطاقي وأن يكون من بين هذه الدول الرائدة فيما يتعلق بالطاقة خصوصا الطاقات النظيفة التي تعتبر الطاقات المستقبلية من الآن لعام 2050″.
العامل الأول
بما أن المغرب يتوفر على طاقات متجددة متعددة من خلال الطاقة الشمسية والطاقة الريحية والتي تُعادل حسب الخبير محمد جدري في أنه “ما يوازي إنتاج 1.65 مليون برميل من النفط يوميا، يعني لدينا ما يعادلها في إنتاج الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. هذه الكمية تجيب على حاجيات الطلب الداخلي خمس مرات وبالتالي سنوفر حاجياتنا وسنصدر ما تبقى نحو الخارج”.
العامل الثاني
وبحسب جدري، فإن العامل الثاني “هو عامل إيجابي سيجعل المغرب في الريادة على المستوى الطاقي وخاصة الطاقات المتجددة، وهو أن المغرب من بين البلدان القليلة التي تتوفر في نفس الوقت على طاقة شمسية وطاقة ريحية. ففي المغرب لدينا تقريبا ما بين 260 و300 يوم مشمس يوما ولدينا 8 ساعات في اليوم تكون بها الشمس على طول النهار. أما الطاقة الريحية لدينا المعدل العالمي هو 50 بالمئة وبالمغرب يتم تجاوز أحيانا هذا المعدل إلى 60 بالمئة”.
وأضاف في هذاذ السياق، “إذن لدى المغرب طاقة ريحية وطاقة شمسية سواء بشمال المملكة أو بجنوبها بل الأكثر من ذلك يمكن أن ننشئ حقولا بها طاقة شمسية وطاقة ريحية في الآن ذاته، وهذا ما ستقوم به شركة لينكس التي ستزود 7 ملايين من الأسر البريطانية بالكهرباء انطلاقا من جنوب المملكة. بحيث ستنشئ مجموعة من الحقول التي تتوفر على الطاقة الشمسية والريحية مما يتيح إنتاج الكهرباء 24 ساعة على 24 أي بالنهار الشمس وبالليل الرياح. وهذا الأمر سيعطي الريادة للمغرب”.
العامل الثالث
ويرى جدري أن العامل الثالث الذي سيجعل من المغرب رائدا عالميا بمجال الطاقة المتجددة وفي المراتب المتقدمة الأولى “هو أنه إلى وقت قريب كانت التكلفة لإنتاج الطاقة الشمسية والطاقة الريحية مكلفة ماديا ولكن خلال السنوات المقبلة سيصبح إنتاج هذه الطاقة أقل تكلفة من براميل النفط على المستوى العالمي، وهذا ما سيجعل العديد من الدول تتوجه إلى استغلال الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح والطاقات الأحفورية وبالتالي سيكون المغرب خلال القادم من السنوات من 5 أو 6 دول الرائدة عالميا في الطاقات المتجددة”.
يذكر إلى أن المغرب يسعى إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة من خلال ما يتوفر عليه من إمكانات في هذا المجال، من طاقات ريحية وشمسية مما يمكن أن يساعده في أن يكون من أهم البلدان بالعالم تصديرا للطاقة المتجددة والنظيفة.
تعليقات( 0 )