شهدت المغرب مؤخرا مرور منخفضات جوية أدت لتساقطات مطرية مهمة، امتدت لأكثر من أسبوع، وهمت مناطق واسعة من الشمال والوسط والشرق وشمال الأقاليم الجنوبية، مما سيساهم في إنقاذ الموسم الفلاحي الحالي والذي تأثر كثيرا بتأخر سقوط الأمطار.
واستبشر الفلاحون والمواطنون على حد سواء خيرا بهذه التساقطات خاصة وأنها كانت شاملة لأغلب مناطق المغرب، وبكميات كبيرة في ظل شح التساقطات الذي طبع المواسم الفلاحية السابقة، وتسبب ذلك في حالات جفاف كبيرة، وإجهاد مائي وتراجع كبير للفرشة المائية، غير أن هذه التساقطات أحيت أمال الفلاحين في إنقاد الموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة للمزروعات الربيعية والفرشة المائية.
وفي هذا السياق، قال الخبير الفلاحي محمد هاكاش، إن “تأثير التساقطات المطرية الأخيرة سيكون إيجابيا على عدد من المزروعات الربيعية، وعلى الحالة المائية بلادنا”.
وأضاف الهاكاش في تصريح لموقع “سفيركم، أن “الحبوب لن تشهد تأثرا كبيرا في وضعيتها، حيث أن أغلب زراعات الحبوب تمت في الخريف وتعرف “بالبكري”، وبالتالي فهي في وضعية صعبة، ولن تتأثر كثيرا بهذه التساقطات، باستثناء نوع متأخر يطلق عليه الفلاحون إسم “المازوزي” يتم زراعته في فبراير، وهي التي ستستفيد إيجابا من هذه التساقطات”.
وبخصوص الزراعات الربيعية التي ستتأثر إيجابا بهذه التساقطات، هي الأشجار المثمرة كالزيتون والفواكه والبقوليات والخضر، لافتا إلى أن هذه التساقطات، ستؤدي إلى إنعاش الفرشة المائية، ورفع منسوبها وحقينة السدود، خاصة في ظل الحالة المائية التي يعيش فيها المغرب مؤخرا.
وختم المتحدث بالقول إن من شأن هذه التساقطات، توفير الكلأ للماشية، ما سيساهم في تنميتها، وتخفيض الاعتماد على الأعلاف، التي شهدت أثمنتها ارتفاعا كبيرا، خاصة وأن الكسابة وخاصة الصغار تأثروا بإلغاء الذبح في العيد، وارتفاع أسعار الأعلاف، ما سيخفف عليهم الأعباء بتوفر الكلأ والمراعي.