دعت وزيرة الثقافة الفرنسية ذات الأصول المغربية، رشيدة داتي، مواطني فرنسا إلى حماية البلاد، عن طريق الوقوف في وجه السياسيين المتطرف سواء اليمينيين واليساريين، وصنع التاريخ في الانتخابات التشريعية 30 من يونيو الجاري.
وصرحت داتي في فيديو نشرته على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي، قائلة: “أناشد جميع الفرنسيين في 30 يونيو.. لدينا موعد مع التاريخ.. لدينا موعد مع فرنسا.. تتراءى أمامي قصتي.. قصتي مع عائلتي.. قصتي مع المدرسة.. قصتي مع مهنتي كقاضية.. قصتي مع الاندماج”.
وأضافت مصرحة: “يقودنا التطرف بطريقتين مختلفتين إلى نفس النتيجة .. تفكك فرنسا وسقوطها في المجهول”.
وأردفت: “عندما يريد البعض إعادة جزء من مواطنينا ويقولون لهم إنهم ليسوا فرنسيين، يريد الآخرون حصرهم في هوية ليست هي فرنسا”.
وأوضحت في نفس السياق: “هذه اليسارية القائمة على المجتمعات أدت إلى الانفصالية.. هذه اليسارية التي تعترف بالحق في الاختلاف تعتبر أن معاداة السامية مجرد تفصيل وأن جميع التسويات ممكنة في النهاية للحفاظ على المقاعد”.
واستطردت: “أما اليمين المتطرف، فلن يجلب مزيدًا من الأمان للفرنسيين.. سيكون بمثابة الفوضى السياسية.. سيخلق الفوضى الاقتصادية والاجتماعية”.
وشدد في تصريحاتها قائلة، “التزامي السياسي هو الاعتراف بالجدارة وبالعمل وليس رفض الآخر وإنما العدل والحماية للجميع”.
وختمت كلامها بالقول، “أناشد فرنسا التي لطالما رفضت الانعزال، التي لطالما رفضت المجتمعات التي قسمت أراضينا..أناشد فرنسا والفرنسيين الذين كانوا دائماً على قدر المسؤولية عندما كانت مصلحة البلاد الحيوية على المحك.. فكروا مليا في أهمية تصويتكم في 30 من يونيو ..لا تدعوا فرنسا للمتطرفين ..ما سيكون متطرفاً حقيقة هي نتائج هذا التطرف على كل الفرنسيين”.
وجاءت دعوة داتي بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد انهزام حزبه الوسطي “النهضة” في الانتخابات الأوروبية على يد التجمع الوطني اليميني المتطرف.
وقال إيمانويل ماكرون في خطاب تم بثه عبر القنوات الفرنسية الرسمية “بعد إجراء المشاورات المنصوص عليها في المادة 12 من دستورنا، قررت أن أعيد تنظيم الانتخابات التشريعية للدورة الأولى في الـ30 من يونيو، والدورة الثانية في 7 يوليوز”، مضيفا: “لذا فأنا أعلن حل الجمعية الوطنية هذا المساء.”
وجاء خطابه بعد مضي ساعة واحدة فقط من تلقي حزبه الوسطي “رينو” ضربة قوية بحصوله على نسبة 15.2% فقط من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، في مقابل 31.5% لحزب التجمع الوطني.
وأكد الرئيس الفرنسي أن “صعود القوميين واليمينيين هو تهديد ليس فقط لأمتنا، ولكن أيضا لأوروبا ومكانة فرنسا في أوروبا والعالم”، مؤكدا أن “اليمين المتطرف هو تفقير للشعب الفرنسي وانهيار لبلدنا. لذا في نهاية هذا اليوم، لا يمكنني التظاهر بأن شيئا لم يحدث”.
وتوجه ماكرون إلى المواطنين الفرنسيين، قائلا: “ثقتي فيكم، مواطني الأعزاء، في قدرة الشعب الفرنسي على اتخاذ القرار الصحيح لأنفسهم وللأجيال القادمة، ثقتي في ديمقراطيتنا، في إعطاء صوت لشعبنا السيادي، لا شيء أكثر جمهورية من ذلك”.
تعليقات( 0 )