أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الذكاء الاصطناعي في فحوصات الكشف عن سرطان الثدي، يساعد على تشخيص الورم بدقة، حيث رفع من نسبة اكتشاف السرطان بـ6.7 في المائة.
وأوضحت هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في كل من مجلة “Nature Medicine”، وصحيفة “The Guardian” البريطانية، أنها تعد أول اختبار لهذه التقنية للكشف عن سرطان الثدي، يمكن أن يعمل على تحسين دقة الكشف الطبي، وتقليل عبء العمل على أطباء وأخصائيي الأشعة.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات ما مجموعه 461,818 امرأة في ألمانيا خضعن لفحوصات الكشف عن سرطان الثدي، خلال الفترة الممتدة من يوليوز 2021 إلى فبراير 2023، ضمن برنامج استهدف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و69 عاما.
وخضعت المشاركات في هذه الدراسة إلى فحص بالأشعة السينية من قبل أطباء مختصين، كما خضعت 260,739 حالة لفحص مماثل تم فيه استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الدراسة أن تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الفحوص، تعمل على تصنيف الصور غير المشكوك بها على أنها “طبيعية”، وتُصدر تنبيهات إضافية إذا صنف الطبيب صورة ما على أنها “طبيعية” رغم أنها تحمل مؤشرات مثيرة للشك، كما أنها توجه الفريق الطبي نحو المناطق التي تحتاج المزيد من التدقيق.
وذكرت الدراسة أنه جرى في إطار هذا البرنامج الوطني، تشخيص حوالي 2,881 سيدة بسرطان الثدي، مضيفة أن نسبة تشخيص السرطان في المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي، قد ارتفعت بـ6.7%.
واستطردت الدراسة مبرزة أنه بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل أعمار النساء وخبرة الأطباء، ارتفع الفارق ليصل إلى 17.6%، حيث تم اكتشاف 6.7 حالات لكل 1,000 امرأة في المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ5.7 حالات لكل 1,000 امرأة في المجموعة الأولى.
وصرح البروفيسور ألكسندر كاتالينيك، من جامعة لوبيك، وهو أحد المؤلفين الرئيسين للدراسة، قائلا: “إن استخدامنا للذكاء الاصطناعي مكن من تحسين معدلات الكشف دون زيادة الأضرار المحتملة على النساء المشاركات في هذه الدراسة”، وأكد بدوره أن هذه التقنية قد تساهم أيضا في تخفيف عبء العمل على أطباء الأشعة.
ومن جانبها، اعتبرت الدكتورة كاثرين هاليداي، رئيسة الكلية الملكية لأطباء الأشعة، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز من دقة وكفاءة الفحوصات، مشددة على ضرورة نشر هذه التقنية بحذر، شريطة استخدامها تحت إشراف الخبراء والمختصين.