كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الساعات الذكية تحتوي على مستويات عالية من مركبات “بي إف إيه إس PFAS” السامة، التي يتم امتصاصها عبر الجلد، وتتسبب في اضطرابات صحية خطيرة.
وأوضحت هذه الدراسة التي أجرتها جامعة نوتردام الأمريكية، ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية نتائجها، أن باحثين من الجامعة فحصوا 22 علامة تجارية شهيرة، للتأكد من وجود هذه المواد الكيميائية السامة.
ووجد الباحثون أن 15 علامة شهيرة من ماركات الساعات الذكية، تحتوي على مستويات أعلى من هذه المركبات، مقارنة بتلك الموجودة في المنتجات الاستهلاكية والملابس.
وصرح غراهام بيزلي، المؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريح للغارديان أن امتصاص هذه المواد عبر الجلد مثير للقلق، خاصة وأنها تلامس المعصم لفترات طويلة، حيث قال: «مستويات مركبات “PFAS” التي وجدناها في الساعات الذكية، أعلى بكثير من المتواجدة عادة في المنتجات الاستهلاكية».
ويطلق على مركبات “بي إف إيه إس” اسم “المواد الكيميائية الأبدية” “Forever Chemicals”، لأنها لا تتحلل بشكل طبيعي وتتراكم في جسم البشر والحيوانات، كما أنها تسبب السرطان وأمراض الكلى والكبد واضطرابات المناعة والعيوب الخلقية.
ولفتت الدراسة إلى أن هذه المواد تتكون من حوالي 15,000 مركب كيميائي تُستخدم في العادة لجعل المنتجات مقاومة للماء والبقع والحرارة.
ووجدت الدراسة أن بعض العلامات التجارية، مثل “نايك” و “آبل” و “جوجل” و “Fitbit”، تحتوي على مستويات من هذه المواد الكيميائية، لكنها لم تفصح عن أسماء العلامات التي تتوفر على نسب مرتفعة من مركبات “بي إف إيه إس”.
وذكرت الدراسة أن بعض العلامات التجارية تُعلن بشكل صريح عن استخدام هذه المواد باسم “الساعات الفلورية”، بينما تمتنع أخرى عن الكشف عن وجودها.
وواصلت الورقة البحثية أن التعرق أثناء ممارسة الرياضة قد يزيد من معدل امتصاص هذه المواد السامة، ما يزيد من مخاطرها على الصحة.
وأشار الباحثون إلى أن الساعات المصنوعة من المطاط الصناعي تحتوي على مركبات “PFAS”، لتقليل تراكم العرق والأوساخ، مبرزين أن اعتماد السيليكون عوض المطاط يعد خيارا آمنا.
وأردف بيزلي أن بعض الساعات تحتوي على مستويات عالية من هذه المواد، تعادل تلك الموجودة في معدات مكافحة الحرائق.
ووجدت الدراسة أن نسبة 40% من الساعات الذكية التي خضعت للفحص، احتوت على مركب كيميائي خطير يسمى “PFHxA”، ويُستخدم عادة في الملابس والسجادات والورق والمبيدات الحشرية، ويتسبب عادة في أمراض الكبد.
واستطردت أن هذا المركب يصعب اكتشافه في دم الإنسان مقارنة بمركبات “PFAS” الأخرى، مبرزة أن الاتحاد الأوروبي كان قد اقترح حظر استخدامه في المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك الساعات الذكية.
واكتشفت الدراسة أيضا مركب “PFOA”، الذي كانت قد حذرت منه وكالة حماية البيئة الأمريكية، التي قالت إن التعرض لأي مستوى منه في مياه الشرب يُعد غير آمن.