أفادت دراسة قدمتها الباحثة في العلاقات الدولية أمال الواصف، بعنوان “ديناميات الهجرة في حوض المحيط الأطلسي، دراسة حالة المغرب ونجيريا”، أن المغاربة يفضلون الهجرة لأوروبا بدل أمريكا رغم جاذبيتها.
وأضافت الدراسة أنه “إذا كان أقل من 10 بالمائة من المهاجرين المغاربة يذهبون إلى الولايات المتحدة على الرغم من العلاقات الديناميكية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب، فذلك لأنهم يعطون الأولوية لأوروبا، وخاصة فرنسا”.
وأشارت الدراسة إلى كون بعض الشباب المغاربة، يجلبون معهم حصة من التميز الأفريقي إلى فرنسا، كما يتضح من مستويات الوصول إلى مدرسة البوليتكنيك، إحدى أفضل الجامعات الفرنسية، إلا أن هناك صعوبات طويلة الأمد ومستمرة يواجهها المهاجرون المغاربة في فرنسا.
وتحلل الدراسة مدى تعقيد الهجرة الأفريقية في حوض الأطلسي في وقت تتكاثر فيه المبادرات الدبلوماسية حول هذه المنطقة الاستراتيجية. ومما يزيد من إثارة هذا التحليل أن البلدين اللذين شملتهما الدراسة، نيجيريا والمغرب، هما من بين الاقتصادات الأكثر ديناميكية والأكثر استقرارا في أفريقيا.
كما تكشف الدراسة ذاتها على أن بلدان المنشأ والمقصد لم تتمكن بعد من الاستغلال الكامل للإمكانات الاستراتيجية لهؤلاء المهاجرين في ظل العولمة، على الرغم من أن التحويلات المالية من المهاجرين قد وصلت إلى مستوى أعلى من المساعدة الإنمائية الرسمية وتحفزها بشكل متزايد الرغبة في الاستثمار في الاقتصادات الأفريقية التي تعد من بين أكثر الاقتصادات ديناميكية في العالم.
وتقول الدراسة إن التوتر يتزايد بشأن الهجرة بسبب توقعات بمضاعفة عدد سكان إفريقيا سنة 2050، والتنبؤ بأن الشباب الإفريقي سيشكل 42 بالمئة من سكان العالم بحلول 2030.
هذا التغير الديموغرافي يثير مخاوف جزء من أوروبا، الذي أصبح يتعامل مع مآسي الهجرة الإفريقية في البحر الأبيض المتوسط. كما انخفض عدد السكان البيض بالولايات المتحدة الأمريكية من مستوى 80 بالمئة قبل أربعين سنة إلى 57.8 بالمئة من إجمالي السكان وفق إحصاء 2020 الأمر الذي أدى إلى نقاش سياسي ساخن، تضيف الدراسة.
ورغم أن سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا يمثلون سوى 5% من المهاجرين في الولايات المتحدة، إلا أنهم الفئة الأسرع نموا، خاصة النيجيريين، الذين يتميزون بنجاحاتهم الاقتصادية والسياسية.
تعليقات( 0 )