كشفت دراسة بريطانية حديثة أجراها باحثون من معهد أبحاث السرطان “ICR” عن طفرات جينية وراثية جديدة مرتبطة بالإصابة بسرطان البروستاتا الخطير.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “European Urology Oncology”، والتي أعاد موقع “Pharmatimes” نشرها، أنها يمكن أن تساعد الأطباء على تحديد المرضى الذين يمكن أن يتطور لديهم المرض بسرعة.
ويعتبر سرطان البروستاتا المتقدم من أكثر الأمراض شيوعا عند الذكور في المملكة المتحدة، حيث يُسجل بشكل سنوي ما مجموعه 55,100 حالة جديدة، كما أنه يشكل نسبة 15% من مجموع سرطانات البروستاتا المشخصة في المملكة المتحدة.
واعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات من دراسة “سرطان البروستات الجيني بالمملكة المتحدة” إلى جانب ست دراسات فرعية، حيث شملت التحاليل ما مجموعه 6,805 حالة من سرطان البروستاتا، من بينها 3,548 حالة متقدمة خطيرة.
وقام الفريق البحثي بدراسة الطفرات الجينية الوراثية التي تحدث في البويضة أو الحيوان المنوي للمريض والتي تؤثر على كل خلية في جسم المشارك.
وركز الباحثون على تغير جيني يسمى “طفرة فقدان الوظيفة المحتملة”، والتي تمنع إنتاج أو تنشيط البروتين الذي يشفره الجين المتأثر، وبحثوا عن العلاقة بينه وبين هذا المرض العدواني، الذي انتشر ووصل إلى مرحلة معينة، أصبح فيها مميتا.
وأكد الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أنهم وجدوا “طفرات فقدان الوظيفة المحتملة” في أربع جينات، ويتعلق الأمر بكل من ATM، MLH1، MSH2 وNBN، والتي كانت مرتبطة بسرطان البروستاتا المتقدم، كما أكدوا العلاقة المباشرة بين طفرات جين BRCA2 وعدوانية سرطان البروستاتا.
وفي هذا الصدد، علقت البروفيسورة روز إيليس، وهي أستاذة الوراثة السرطانية في معهد أبحاث السرطان وقائدة دراسة “سرطان البروستات الجيني بالمملكة المتحدة”، على هذه الورقة البحثية قائلة: “لقد أكد عملنا أن الأشخاص الذين يرثون طفرة فقدان الوظيفة المحتملة في جينات ATM، BRCA2، MLH1، MSH2 وNBN لديهم خطر متزايد للإصابة بأشكال عدوانية من سرطان البروستاتا.
وواصلت قائلة: “نحن بحاجة الآن إلى معرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد طريقة لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل وأولئك الذين يجب أن يخضعوا للمراقبة النشطة”.
ومن جانبها، أكدت زوفيا كوتي جاراي، كبيرة العلماء في مجموعة علم الأورام الجينية في المعهد الهندي لأبحاث السرطان، والمؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة: “يسعدنا أن نحدد المزيد من الطفرات الجينية التي قد تساعدنا في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا المتقدم. وعلى الرغم من أننا أحرزنا تقدما جيدا، إلا أن هذا السرطان ما يزال يقتل عددا كبيرا من الرجال، مما يعني أننا بحاجة إلى التوصل إلى طرق جديدة للفحص والعلاج”.
وقالت زوفيا إن “استخدام علم الوراثة لتحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بأمراض عدوانية يعد خطوة حاسمة نحو اتخاذ قرارات أفضل للعلاج التي من المرجح أن تنقذ الأرواح وتطيل عمرها”.
تعليقات( 0 )