كشفت دراسة أمريكية حديثة أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب تتسبب في زيادة وزن المرضى، لا سيما وأن انتشار هذه الأدوية كبير جدا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها يوم أمس الثلاثاء في مجلة “Annals Of Internal Medicine”، والتي أعادت شبكة “CNN“نشرها، أنها قامت بتحليل بيانات ما مجموعه 183,118 مشاركا مريضا، في ثماني أنظمة صحية أمريكية، ابتداءا من سنة 2010 وإلى غاية 2019.
وأوضح الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أنه بعد مرور ستة أشهر، كان مستخدمو إسكيتالوبرام (المباع تحت اسم ليكسابرو)، وباروكستين (باكسيل)، ودولوكسيتين (سيمبالتا) أكثر عرضة بنسبة تتراوح بين 10% و 15% لاكتساب ما لا يقل عن 5% من وزنهم الأساسي، وذلك بالمقارنة مع مستخدمي سيرترالين (زولوفت).
وواصلت الدراسة أن مستخدمو بوبروبيون (ويلبوترين) كانوا أقل عرضة بنسبة 15% لزيادة الوزن مقارنة بمستخدمي سيرترالين (زولوفت)، بينما لم يكن استخدام فلوكسيتين (بروزاك) مرتبطا بأي تغيير على مستوى الوزن.
وقال جوشوا بيتيمار، أستاذ مساعد كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد هارفارد بيليغريم للرعاية الصحية، في بيان صحفي حول الدراسة إنه “غالبًا ما يكون لدى المرضى وأطبائهم عدة خيارات عند بدء استخدام مضاد للاكتئاب لأول مرة. وتقدم هذه الدراسة نتائج تخص مقدار زيادة الوزن التي يجب توقعها بعد تناول بعض مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعا”.
ومن جانبه، يوضح الدكتور آرون تندلر، الطبيب النفسي والمدير الطبي لشركة برينزواي لتكنولوجيا الصحة، أن “العلاج من للاكتئاب ومن ثم استعادة الشهية هو ما يسبب زيادة الوزن، بشكل عام، عندما يوصف لشخص دواء، يجب أن يستمر في تناوله لمدة سنة”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “كانت نسبة الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الأدوية بعد ثلاثة وستة واثني عشر شهرا عالية جدا. حيث أن فقط حوالي 4% من الأشخاص استمروا في تناول أدويتهم لمدة 24 شهرا”.
وذكر تندلر أنه “بينما احتمالات زيادة الوزن غير مرتفعة للغاية، إلا أن الرسالة الرئيسية للمرضى والأطباء هي أن هناك خيارات متعددة إذا كان شخص ما يشعر بالقلق من زيادة الوزن”، مبرزا أنه ببساطة “يمكن للناس التحول إلى أدوية أخرى، حيث أن هناك أيضا علاجات غير دوائية مثل، التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)… أعتقد أن الناس يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار”.
وتجدر الإشارة إلى أن بيانات حكومية من 2017 أظهرت أن استخدام مضادات الاكتئاب ارتفع بنسبة 65% بين عامي 1999 و2014، كما أن دراسات حديثة أكدت أن جائحة كوفيد زادت من استخدام مضادات الاكتئاب بين الشباب، بنسبة 64% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاما.
تعليقات( 0 )