شككت دراسة حديثة في فعالية العلاج النفسي المقدم للمرضى المصابين بالاضطرابات النفسية، مؤكدة أن نسبة 6.9% فقط من المرضى من حول العالم يحصلون على علاج فعال.
وأوضحت هذه الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية بالتعاون مع جامعة هارفارد، والتي نشرت نتائجها في موقع “Science Technology Daily“، أن هذه الورقة البحثية اعتمدت على بيانات استقصائية شملت حوالي 57 ألف مشارك من ما مجموعه 21 دولة، تم جمعها لمدة 19 سنة.
وأظهرت الورقة البحثية أن نقص الموارد أو الإمكانيات الطبية وعدم وعي المرضى بضرورة الحصول على تدخل طبي، هو ما يعيق تلقي العلاج، مبرزة أن فئة كبيرة ممن يخضعون للعلاج لا يتلقون علاجا فعالا يتماشى مع المعايير الطبية المعتمدة.
وتتبعت الدراسة المسار العلاجي الذي قطعه المرضى، خلال الفترة الممتدة من إدراك حالتهم الصحية، إلى تلقيهم العلاج الفعلي، ووجدت أن نسبة الانسحاب من العلاج ارتفعت كلما تقدم المريض في خطوات العلاج.
وذكر المصدر ذاته أن نسبة 46.5% من المصابين بالاضطرابات النفسية يدركون حاجتهم للعلاج، فيما تطلب نسبة 34.1% منهم الحصول على المساعدة، مبرزة أن نسبة 82.9% ممن طلبوا العلاج حصلوا على الحد الأدنى من الرعاية الطبية، بينما حصلت نسبة 47% فقط ممن خضعوا للرعاية الصحية، علاجا فعالا.
وأكدت أن نسبة 6.9% من المرضى الذين شملتهم هذه الدراسة العالمية، لم يتلقوا علاجا فعالا للأمراض النفسية التي يعانون منها.
وأورد الموقع تصريح دانيال فيغو؛ المؤلف الرئيسي للدراسة، وأستاذ الطب النفسي بجامعة كولومبيا البريطانية، الذي أكد فيه أن هذه النتائج تعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الصحية العمومية في البلدان التي شملتها الدراسة.
وقال: “نتائج هذه الدراسة تتيح لنا لأول مرة وضع مؤشر دقيق لقياس مدى فعالية العلاج النفسي وعلاج اضطرابات تعاطي المخدرات، ويجب أن تستند السياسات الصحية العمومية وقرارات التمويل إلى بيانات دقيقة، وهو ما لم يكن يحدث دائما في هذا المجال”.
وأظهرت الدراسة أن العديد من المرضى يتوقفون عن تلقي العلاج بعد أول زيارة للطبيب أو الأخصائي النفسي، دون الحصول على الرعاية اللازمة، مشددة على أن تحسين خدمات الصحة النفسية، يتطلب تشخيص الحالات النفسية العادية والمتوسطة والشديدة وعلاجها بفعالية، وكذا تحويل الحالات الأكثر تعقيدا إلى المختصين.