كشفت دراسة حديثة أن سرطان الثدي يمكنه الانتشار فى العظام، مبرزة أن العديد من الحالات التي يتم تشخيصها ينتقل فيها الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة باسم “النقائل السرطانية”.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في موقع “Medical Dialogues“، أن مجموعة من الباحثين من جامعة تامبيري في فنلندا، ومعهد إزمير للتكنولوجيا في تركيا، قد تمكنوا من تطوير نموذج سرطاني داخل المختبر من أجل دراسة أسباب انتشار سرطان الثدي في العظام. وتفتح هذه النتائج آفاقا واعدة لتطوير أدوات سريرية يمكنها التنبؤ بانتقال سرطان الثدي إلى العظام.
وواصلت الدراسة أن سرطان الثدي يعتبر أحد أبرز التحديات الصحية العالمية، حيث يسجل بشكل سنوي حوالي 2.3 مليون حالة إصابة، و700 ألف حالة وفاة، مبرزة أن نسبة 80٪ من المصابين بسرطان الثدي يتم علاجها في المراحل الأولية في حال تم تشخيصها بشكل مبكر، وفي كثير من الحالات، يكون السرطان قد انتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأبرزت الدراسة أن سرطان الثدي في مراحله المتقدمة يتسبب في أكثر من 90% من حالات الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان، موضحة أنه إلى حدود الآن لا توجد نماذج مخبرية موثوقة لدراسة كيفية انتشار سرطان الثدي إلى الأعضاء الثانوية، مثل: العظام أو الرئتين أو الكبد أو الدماغ.
وأظهرت الورقة البحثية أن مجموعة من الباحثين من جامعة تامبيري في فنلندا، ومعمل البيولوجيا الجزيئية للسرطان في معهد إزمير للتكنولوجيا في تركيا، قد استخدموا منصات مخبرية على “شريحة” لإنشاء نموذج بيئي فسيولوجي، من أجل اكتشاف العوامل التي تتحكم في انتقال سرطان الثدي إلى العظام.
وفي هذا الصدد، قالت بوركو فيراتليغيل يلديرير، وهي باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة تامبيري والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “ينتشر سرطان الثدي في الغالب في العظام بنسبة تصل إلى 53%، مما يسبب أعراضا حادة مثل الألم، والكسور المرضية في العظام، وضغط النخاع الشوكي”.
واستطردت الباحثة قائلة: “ويقدم بحثنا نموذجا مخبريا يمكن من خلاله تقدير احتمالية وآلية انتشار السرطان في العظام داخل الجسم. وهذا يساعد في فهم الآليات الجزيئية التي تتحكم في انتشار سرطان الثدي ويضع الأساس لتطوير أدوات ما قبل سريرية للتنبؤ بخطر انتقال السرطان إلى العظام”.
ومن جانبه، أوضح نونابا، وهو أستاذ مساعد وقائد مجموعة المواد النانوية الدقيقة بجامعة تامبيري، أن تطوير نماذج مخبرية تحاكي تعقيد البيئة الدقيقة الطبيعية للثدي والعظام يُعد تحديا كبيرا.
وأردف قائلا: “يظهر بحثنا أنه يمكن إنشاء نماذج مخبرية فسيولوجية من خلال دمج بيولوجيا السرطان مع التقنيات الدقيقة والمواد اللينة، وتفتح هذه النتائج آفاقا جديدة لتطوير نماذج يمكنها التنبؤ بالمرض والتشخيص والعلاج”.
تعليقات( 0 )