كشفت دراسة حديثة أنه على الرغم من الفوائد العلمية المثبتة للصيام المتقطع، إلا أنه يؤثر بشكل سلبي على التمثيل الغذائي وإنتاج الأنسولين لدى الأطفال والمراهقين.
وأوضحت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “Cell Reports” العلمية، وأعاد نشرها موقع “Financial Express“، أن الصيام المتقطع يعطل نمو خلايا “بيتا”، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين لدى الفئران صغيرة العمر.
وأضاف المصدر ذاته أن الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين الألمان على الفئران لتقييم تأثير الصيام المتقطع على مختلف الفئات العمرية، أظهرت أن الفئران الأكبر سنا استفادت من الصيام، حيث تحسنت لديها وظائف التمثيل الغذائي.
وواصلت الدراسة أن الفئران الصغيرة التي تم إخضاعها للتجربة، عانت من اضطرابات في نمو خلايا “بيتا”، ما تسبب في تراجع إنتاج الأنسولين، المسؤول على ضبط نسبة السكر في الدم.
وأورد الموقع تصريح البروفيسور ستيفان هيرزيغ، من جامعة ميونخ التقنية، ومدير معهد مرض السكري والسرطان في مركز هيلمهولتز ميونخ، الذي أكد أن الصيام المتقطع له فوائد صحية واضحة بالنسبة للبالغين، لكنه قد يؤثر بشكل سلبي على الأطفال والمراهقين.
وأكد البروفيسور هيرزيغ أن الدراسات القادمة ستدرس بشكل دقيق الآليات الجزيئية التي تفسر هذه النتائج، ما قد يفتح آفاقا جديدة لعلاج مرض السكري، وتعزيز صحة المراهقين دون تعريضهم لمخاطر غير محسوبة.
ومن جانبه، أوضح الباحث ليوناردو ماتا، المشارك في الدراسة، أن “نتائج هذه الورقة البحثية كانت مفاجئة، حيث كنا نتوقع أن يعزز الصيام المتقطع صحة خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، إلا أن التأثير كان عكسيا لدى الفئران الصغيرة، مقارنة بالفئران الأكبر سنا التي استفادت من هذه التغيرات الأيضية”.
وحذرت الدراسة من إقدام المراهقين والصغار على الصيام المتقطع، على ضوء النتائج المتوصل إليها، لا سيما وأن أجسامهم ما تزال في طور النمو، داعية الراغبين في ذلك إلى استشارة الطبيب المشرف على حالتهم.
وتأتي هذه الدراسة قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، الذي يلجأ في الأطفال الصغار، الذين لم يصلوا بعد سن البلوغ، إلى الصيام المتقطع من أجل التعود في المستقبل على صوم هذا الشهر الفضيل.