أظهرت دراسات حديثة أن ممارسة التمارين القصيرة، حتى لو لبضع دقائق يوميًا، يمكن أن تحسّن الصحة العامة واللياقة البدنية، وهو ما يُعرف بمصطلح “Exercise snacks”، أي التمارين القصيرة الموزعة على مدار اليوم.
ويعود هذا المفهوم إلى عام 2007، حين استخدمه لأول مرة طبيب القلب الدكتور هوارد هارتلي. وتشمل هذه التمارين أنشطة بسيطة مثل صعود السلالم، المشي، الرقص، أو القرفصاء، وتستغرق من 30 ثانية إلى 10 دقائق.
دراسات حديثة دعمت هذا التوجه؛ ففي عام 2022، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Exercise and Sport Sciences Reviews أن ممارسة تمارين قصيرة 3 مرات يوميًا تُحسّن اللياقة القلبية التنفسية لدى البالغين غير النشطين. أما في عام 2023، فأظهرت دراسة نُشرت في JAMA Oncology أن ممارسة نشاط بدني مكثف لمدة لا تتجاوز 4.5 دقائق يوميًا، على دفعات قصيرة، قلّلت خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 32%.
كما أن هذه التمارين البسيطة قد تحسن من صحة الدماغ وتقلل خطر الإصابة بالخرف، وفقًا لدراسة أخرى نُشرت في JAMDA.
الخبراء يؤكدون أن “القليل أفضل من لا شيء”، ويشجعون على دمج هذه التمارين في الروتين اليومي، كربطها بأفعال متكررة مثل تنظيف الأسنان. وتوصي أخصائية الصحة النفسية سوباترا توفار بإدخال تغييرات صغيرة قابلة للتنفيذ يوميًا، مثل المشي في المنزل أو أداء تمارين ضغط على الحائط.
كما يُمكن تعزيز الفعالية عبر التنويع، والاعتماد على نشاطات غير رياضية تُعرف بـ”NEAT” مثل تنظيف المنزل، اللعب مع الأطفال، أو حمل البقالة، وهي عادات شائعة في “المناطق الزرقاء” المعروفة بطول عمر سكانها مثل أوكيناوا في اليابان وسردينيا في إيطاليا.
وتختم توفار بالقول إن التحرك باستمرار يمكن أن يحرق حتى 2000 سعرة حرارية إضافية يوميًا.