ذكرى وفاة “سيدة المسرح”.. ثريا جبران مسار فني حافل ختم بمنصب وزيرة

السعدية قريطيف أو كما يعرفها الجميع بثريا جبران، سيدة المسرح، الفنانة التي تبنت مواقف سياسية وحولت صورة المجتمع المغربي إلى قطعة مسرحية نابضة على الركح، نقلت من خلالها ما يجري في قالب من الكوميديا السوداء.

ولدت بدرب السلطان بالدار البيضاء عام 1952، وفقدت والدها وهي في سن مبكر، وعاشت بدار الأطفال بعين الشق كزائرة مواظبة بحكم اشتغال والدتها هناك كمربية وتكلف زوج أختها برعايتها وشجعها على الولوج للمسرح ومنحها اسمه العائلي “جبران” ليكون الإسم الفني للسعدية قريطيف.

مسار فني حافل

كان مسار ثريا جبران حافلا بأعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، حصلت على البكالوريا بالمعهد الوطني التابع لوزارة الشؤون الثقافية، ومنه على دبلوم تخصص مسرح، إلا أن بداياتها على الركح كانت في سن العاشرة من عمرها.

ثريا جبران أسست وترأست فرقة “مسرح اليوم” وشاركت عام 1985 رفقة الطيب الصديقي بالمسرحية العربية “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ” التي جاءت في سياق فرقة الممثلين العرب  التي أسسها الصديقي رفقة الممثلة اللبنانية نضال الأشقر.

من أعمالها المسرحية “الباتول” و”العيطة عليك” و”الجنرال” “ياك غير أنا” إلى جانب مسلسلات تاريخية عربية منها “ربيع قرطبة” و”صقر قريش” وأيضا أعمال أخرى منها “جنة الفقراء” و”جوهرة بنت الحبس”..

ثريا جبران استمرت فوق الخشبة إلى سنوات الألفين، فاشتغلت على نصوص الأدب العربي من خلال ديوان الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي “الشمس تحتضر”.

حادث اختطاف “جبران”

في تسعينيات القرن الماضي عرفت حادثة اختطاف ثريا جبران وحلق شعر رأسها ضجة كبيرة في الوسط الفني ولدى المغاربة، وذلك لمنعها من المشاركة في برنامج حواري على القناة الثانية، حسب ما كان قد تم تداوله، الحدث الذي ربطه الكثير بمواقفها السياسية الجريئة التي تتناولها بأعمالها المسرحية.

لقب “سيدة المسرح”

لقبها الوسط الفني ب”سيدة المسرح” وفازت بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي عام 2008، وحصلت على وسام الاستحقاق الوطني من الملك الراحل الحسن الثاني، كما توجت بوسام من درجة فارس للفنون والآداب من فرنسا.

الاستوزار خاتمة المسار

أول فنانة مغربية عربية تولت منصبا وزاريا، حيث عينت عام 2007 وزيرة للثقافة وظلت في منصبها الوزاري إلى غاية 2009 قبل أن تقدم استقالتها بعد أن اشتد عليها المرض.

في غشت 2020، أنهى مرض السرطان حياة فنانة أعطت الكثير فوق الخشبة، وجسدت فيها الواقع المعاش لفئات المجتمع المغربي في قالب فني ساخر.

ويذكر لها موقفا مع الملك محمد السادس حين استقبل عددا من الفنانين عام 2006، حيث دعا الملك ثريا جبران إلى الوقوف بجانبه لأخذ صورة ليلتفت إليها ويذكرها بجملة بمسرحيتها “ياك غير أنا” قائلا: ” دبا ماكاين مخزن ياك؟” فأجابته الفنانة الراحلة “عنداك يسمعونا ويجيو يشدونا”، وهي الجملة التي أضحكت الملك محمد السادس.

تعليقات( 0 )