في الوقت الذي استنكرت فيه الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر، في بيانها، التصريح الذي أدلى به الفنان محمد الخياري، لموقع “بديل“، ووصفته بـ”غير اللائق” و”المسيء” لذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين وضعاف البصر، توجه الخياري باعتذار شديد للرابطة، مؤكدا أنه لم يقصد أبدا ما تم فهمه، وأنه يخص هذه الفئة باحترام وتقدير شديدين.
وقال عز الدين أحنين وهو عضو في الرابطة الوطنية للمكفوفين وضعاف البصر، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، إن “الرابطة ممتعضة جدا من هذا النوع من التصريحات، لأنها تعاكس نضالاتها الرامية إلى نشر المزيد من الوعي بهذه القضية، وتعاكس طموحاتنا التي نحاول من خلالها ترميم صورة هذه الفئة داخل المجتمع”.
وأضاف أن هذه التصريحات تعاكس الإرث الملكي الذي ورد في كلمة الراحل الملك الحسن الثاني سنة 1967، بمناسبة تأسيس المنظمة العلوية للمكفوفين، حين قال “أنا عينكم التي تبصرون بها وسفينتكم التي تبحرون بها”.
واستطرد أحنين أن قيمة هذا الإرث الملكي “تتجسد في كون أن من يترأس هذه المنظمة العتيدة هي امرأة فاضلة محمولة على أكتاف التاريخ، كريمة أول رئيس حكومة لبناني رياض الصلح، وزوجة الأمير مولاي عبد الله، ابن محمد الخامس ورفيق الحسن الثاني في النضال والاستقلال؛ الأميرة لالة لمياء الصلح”.
وحين سُئل عضو الرابطة ما إن كان محمد الخياري قد تراجع عن تصريحاته، أبدى رغبته في ذلك، قائلا: “ننتظر ردة الفعل هذه”، مبرزا أن الرابطة تنوي فقط التحسيس والتوعية بأن الأشخاص في وضعية إعاقة، مختلفون ولهم حاجات، كما أنهم يتمتعون بقدرات خاصة، وكذا المساهمة في تكوين وعي مجتمعي حول هذه الفئة، حيث أن الرابطة تعنى بالمكفوفين وضعاف البصر، باعتبارها من الإعاقات الذكية”، مشددا على أن الاعتذار يكفي لحل هذه المسألة.
واستبعد المتحدث ذاته مسألة اللجوء إلى القضاء، قائلا: “نستبعد ذلك لأننا نراعي الإكراهات التي يتعرض لها الفنان، لأنه لا يستطيع أن يساهم أكثر من قدرته في نشر الوعي أو أن يكون صوتا للمجتمع، لأن أعناق أغلب الفنانين مطوقة بالدعم العمومي، لذلك مساهمتهم في المجتمع ستظل ضئيلة، لكن في المقابل أن لا يسيء إلى الآخرين ويستعمل هذه التوصيفات لوصف حالات فنية أو إنسانية وما إلى ذلك”.
وبدوره، توجه الفنان محمد الخياري، في تصريح هاتفي أدلى به لموقع “سفيركم” الإلكتروني، بالاعتذار الشديد للرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر، قائلا: “أعتذر جدا للرابطة، من هذا المنبر، إذا تلفظت بتصريح وتم فهمه بشكل خاطئ، فأنا أُكِن لكم كل الاحترام وأحبكم وأقدركم”.
وأكد أن التصريح الذي أدلى به يوم 8 مارس، كان من منطلق غيرته على الأغنية المغربية التي دعا إلى استرجاع أمجادها، وأنه كان يقصد به المسؤولين عن القطاع الفني، الذين ذكر أنهم ليسوا مكفوفين لا يرون موطن الخلل فيها، مطالبا إياهم بإحداث التغيير اللازم، حيث قال: “لم أقصد في تصريحي المكفوفين وضعاف البصر كأشخاص، بل كان موجها للفنانين والحركة الفنية التي أصيبت بإعاقة العجز”.
وجدد التأكيد على أنه يكن كل الاحترام للمكفوفين، لافتا إلى أنهم متميزين في مجالات مختلفة، وعلى رأسهم عبد القادر مطاع الذي كان قد مثل في فترة من الفترات وهو كفيف، والراحل محمد بن ابراهيم الذي كان يذهب إلى مواقع التصوير رفقة ابنه، الذي يساعده على حفظ السيناريو ويوجهه، فكان يحفظ الخطوات ويمثل، إلى جانب عبد الفتاح النكادي، الذي أبدع موسيقى مسلسل “وجع التراب”، والذي اعتبره من أفضل العازفين والملحنين في المغرب، وكذا توفيق البوشيتي الذي يغني ويشتغل كمنشط في الإذاعة.
وأردف الخياري أنه لم يسبق له طيلة مساره الفني أن أساء لذوي الاحتياجات الخاصة أو المكفوفين أو ضعاف البصر، سواء في المسلسلات أو الأفلام أو البرامج التي كان جزءا منها، وحتى في الحوارات والاستجوابات والمسرحيات التي سبق وأداها، لأن ذلك “قدر الله قبل كل شيء، وأنا أحترمهم جدا، كما سبق وأديت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي مجموعة من العروض مع جمعية المكفوفين”.
وخلص بالتأكيد على أنه لا يمكنه إلا أن يخص هذه الفئة بتقدير كبير، لا سيما وأن بعض أقاربه وجيرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: “لا يمكنني أبدا وأنا في الـ 60 من عمري، وبعد 45 سنة من التمثيل، أن أنزلق هذا الانزلاق الخطير، وأسيء لمخلوق بريء”.