أكد عزيز رباح، الوزير الأسبق للتجهيز والنقل، أن الجهوية المتقدمة تعتبر خيارا استراتيجيا مهما لمستقبل المملكة المغربية، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس دعا في خطابه الموجه للمناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية إلى ضرورة الانتقال إلى السرعة القصوى لتنزيل هذا المشروع الكبير.
ورغم أهمية الجهوية في تعزيز التنمية المحلية والاقتصادية والاجتماعية، أشار رباح، ف في مقال له، إلى أن التحديات التي تواجهها المملكة في هذا الإطار تتطلب التزاما حقيقيا من النخب السياسية والإدارية والاقتصادية لتحقيق النجاح المنشود.
وأوضح رباح أن الملك نبه إلى سبع تحديات يجب على كافة الفاعلين التعامل معها بجدية، أبرزها الأجرأة الفعلية للميثاق الوطني للاتمركز الإداري، وتدقيق اختصاصات المجالس المنتخبة، وتعزيز الديمقراطية التشاركية على المستوى الجهوي والمحلي، وضرورة محاربة الفساد من خلال تعزيز الرقابة والمحاسبة. كما أكد على أهمية الاستثمار في المجالات الترابية وتطوير آليات تمويلية جديدة لدعم التنمية المستدامة.
وأشار رباح بطريقة غير مباشرة عبر عدة تساؤلات، إلى أن النجاح في تفعيل الجهوية المتقدمة يتطلب تفاعلا حقيقيا من النخب السياسية، خاصة في ما يتعلق باختيار المنتخبين وتكوينهم، وكذلك من النخب الاقتصادية التي يجب أن تلتزم بالاستثمار المنتج الذي يخلق فرص الشغل. كما دعا النخب العلمية والمدنية إلى الانخراط الجاد في مسار التنمية وحكامة المشاريع التنموية.
وشدد رباح الذي يرأس حاليا مبادرة “الوطن أولا ودائما”، على أن نجاح استراتيجيات التنمية يعتمد على التزام النخب المخلصة والنزيهة في تطبيق هذه السياسات، معتبرا أن هذا التوجه هو المفتاح الأساسي لنهضة المملكة ومواجهة التحديات داخليا وخارجيا.