توفي جان ماري لوبان، الشخصية البارزة في الحركة اليمينية المتطرفة الفرنسية، عن عمر يناهز 96 عاما، اليوم الثلاثاء بباريس، ليُسدل الستار على مسيرة سياسية مثيرة للجدل امتدت لعقود.
ويُعتبر لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية الذي تحول لاحقا إلى “التجمع الوطني”، أحد أبرز الوجوه التي شكلت وجه اليمين المتطرف في فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية. لكن حلمه بالوصول إلى قصر الإليزي، لم يتحقق بالرغم من إحداثه للمفاجأة في أبريل 2002، بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات.
ولد جان ماري لوبان في 20 يونيو 1928 في قرية لا ترينيتي سور مير بمنطقة بريتاني، وبدأ نشاطه السياسي مبكرا، ليصبح أصغر نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية في عام 1956، قبل أن يؤسس سنة 1972 حزب الجبهة الوطنية الذي ركز على معاداة الهجرة والسياسات القومية.
وواجه لوبان العديد من الانتقادات بسبب مواقفه المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالهجرة واليهود، إضافة إلى تصريحاته التي اعتُبرت تقليلا من أهمية المحرقة اليهودية ‘”الهولوكوست”. لكن الرجل ظل صامدا في خضم معاركه السياسية، ولم يبد ندما على تصريحاته ومواقفه، بالرغم من أنه اتُهم في قضايا تتعلق بخطاب الكراهية والعنصرية.
وبينما وصفه مؤيدوه، مثل رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا، بأنه “مدافع عن هوية فرنسا”، وصفه خصومه، مثل زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون، بمروج للكراهية والعنصرية.
ويُجمع الكثير من المهتمين بالشأن السياسي الفرنسي، على أنه بالرغم من الجدل الكبير حول إرث لوبان السياسي، إلا أنه تمكن من إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من هامش السياسة إلى واجهتها، مما جعله أحد الأسماء التي لا تُنسى في تاريخ السياسة الفرنسية.
وعندما انسحب من الحياة السياسية في 2011 لصالح ابنته مارين لوبان، كانت قد ورثت الحزب وأعادت توجيه خطابه نحو مزيد من الاعتدال، إلا أن لوبان الأب ظل دائما رمزا مثيرا للجدل في المشهد السياسي الفرنسي.