كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالمفاوضات التي سبقت صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس”، مشيرة إلى أدوار اللاعبين الرئيسيين والصراعات الداخلية التي رافقت العملية، وكيف كان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حاسما في هذه الصفقة برسالة “مافيوزية” موجهة إلى نتنياهو.
وبحسب تقرير للصحيفة الإسرائيلية، فإن الفريق الإسرائيلي الذي تكلف بإجراء المفاوضات في الدوحة، تضمن 3 أسماء، هم ديفيد بارنيا، ورونين بار، ونيتزان ألون، في حين كان تواجد عوفير فالك ضمن الفريق، كمراقب نيابة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، لضمان التزام فريق المفاوضين الإسرائيليين بالمعايير التي حددها بنيامين نتنياهو.
وأشارت هآرتس إلى أن ديفيد بارنيا هو الذي تكلف بإجراء المحادثات مع وسطاء الجانب الآخر، وهم محمد آل الثاني رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، ووليام بورنز الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الذي كلفه بايدن بالمشاركة في المفاوضات، إضافة إلى رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المفاوضات كانت شاقة وصعبة، وتعثرت أكثر من مرة بسبب تدخلات ومطالب نتيناهو الجديدة، وهو ما أحدث حالة من الغضب في وسط الفريق الإسرائيلي الذي كان قريبا في أكثر من مرة من الوصول إلى اتفاق نهائي، لولا تلك التدخلات.
وقالت في هذا السياق، إن فريق المفاوضين الإسرائيليين كان قد فكر في إصدار بيانات تتهم نتنياهو بتخريب عملية التوصل إلى الصفقة “عمدا”، لكنه تراجع عن ذلك حفاظا على المسؤولية الرسمية، مشيرة إلى أن نيتزان ألون كان من أشد المنتقدين لتصرفات نتنياهو، حتى أنه قاطع بعض الاجتماعات احتجاجا على غياب السلطة الكافية للفريق التفاوضي.
لكن مفتاح نجاح الصفقة، وفق هآرتس، يعود إلى الدوري “المحوري” الذي لعبه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في الكواليس، عبر مبعوثه سيتيف ويتكوف الذي أرسل لنتنياهو رسالة بأسلوب “مافيوزي” قائلا: “ساعدك ترامب، والآن قد حان دورك لتساعده”، إضافة إلى الضغوطات التي مارسها بورنز، وهو ما استفاد منه الفريق الإسرائيلي الذي نجح في عقد الصفقة بعد ذلك.
وخلال التفاوض على الأسرى، كشفت هآرتس، أن رئيس وزراء قطر، كان هو المسؤول عن تسليم بارنيا أسماء الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، وعددهم 3، هم رومي غونين، ودورون شتاينبريشر وإيميلي دماري، في حين عمل “الشاباك” (جهاز الأمن الداخي الإسرائيلي) على إعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، بالتنسيق مع المخابرات المصرية.
وأشارت هآرتس إلى حدوث أزمة حادة في التفاوض حول الأسرى، خاصة عندما تراجعت “حماس” عن بعض الأسماء المتفق عليها للإفراج عنها، ورفض الشاباك إطلاق سراح القادة البارزين الذين يُطلق عليهم بـ”الرموز” مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إضافة إلى الأسماء الفلسطينية التي ثبت تنفيذها لعمليات ضد إسرائيل.
وانتهى الاتفاق، حسب الصحيفة الإسرائيلية، بالموافقة على الإفراج عن 1,700 أسير فلسطيني، من بينهم حوالي 700 اعتقلوا قبل 7 أكتوبر.