عبر الفنان المغربي رشيد الوالي، عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ”انقلاب القيم”، وذلك في تعليقه على مقطع فيديو انتشر مؤخرا على منصة “تيك توك”، يظهر امرأة وهي تصفع رجل سلطة برتبة “قائد” في الشارع، مبرزا أن هذا الانقلاب يطرح تساؤلات مقلقة حول مستقبل العلاقات الاجتماعية والتوازن بين الجنسين.
واستهل الفنان المغربي رشيد الوالي التدوينة التي نشرها في حسابه الرسمي على منصة فايسبوك، بالتعليق على مقطع فيديو شاهده على منصة “تيك توك”، يظهر فيه رجل يتعرض للصفع من طرف امرأة في الشارع أمام مرأى المارة، ما أثار تفاعلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، دفعه إلى التساؤل عن التحولات التي طرأت على صورة المرأة في الإعلام والدراما.
وقال الوالي في تدوينته: “ما أثار انتباهي هو أن هذا المشهد لم يعد غريبا علينا، بل أصبحنا نراه حتى في المسلسلات الرمضانية، وفي كل الوطن العربي، حيث تُظهر المرأة وكأنها تملك الحق المطلق في معاملة الرجل بقسوة، دون مساءلة”، وتابع متسائلا: “هل أصبح الرجل اليوم دون حماية قانونية؟ وهل ننتقل من مناداة بحقوق المرأة إلى إعطائها امتيازات غير عادلة؟”.
وفي قراءته لواقع العلاقات الاجتماعية، لفت إلى مآل الدعوة إلى الإنصاف والعدل بين المرأة والرجل، معبرا عن تخوفه من أن تكون بعض الخطابات، التي كانت تدافع عن حقوق المرأة، قد انزلقت إلى ممارسة نوع من الظلم في حق الرجل، ومنحت المرأة “حصانة غير عادلة” تجعلها دائما على صواب، مهما كان الفعل الذي تقوم به.
ولم ينكر رشيد الوالي في تدوينته أهمية تمكين المرأة وإنصافها، لكنه حذر من أن عدم توازن الخطاب الحقوقي، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مستشهدا بتجارب عالمية، مثل السويد، حيث أدى تحقيق المساواة القانونية بين الرجل والمرأة إلى أزمات اجتماعية، من بينها ارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار بين الرجال، نتيجة فقدان التوازن في توزيع الأدوار والمعاني العاطفية والاجتماعية التي تجمع بين الجنسين.
وأوضح أن الدفاع عن حقوق المرأة يجب أن يبقى في إطاره المشروع، دون أن يتحول إلى أداة للتمييز العكسي، كما حدث في بعض الدول اللاتينية، حيث أضحى خطاب الدفاع عن المرأة وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، في مجتمعات يغيب فيها الحوار وتزداد فيها حدة الصراعات.
وأردف رشيد الوالي ، في تدوينته المعنونة بـ”من مظلومية إلى سلطة مطلقة: الوجه الآخر لانقلاب القيم”، قائلا: “المشكل ليس في إعطاء المرأة حقوقها، المشكل حين ننزلق من خطاب الحقوق إلى خطاب الامتيازات، ومن العدل إلى الهيمنة المقنّعة”.
وأعرب استغرابه مما وصفه بـ”الانقلاب القيمي” الذي تظهره بعض الأعمال الدرامية، لا سيما خلال شهر رمضان، معتبرا أنها تكرس لصورة سلبية عن المرأة الرحيمة والمتسامحة، وتقدم بدلا عنها شخصية صارمة، غاضبة، لا تتسامح ولا ترحم، قائلا في هذا الصدد: “إلى أين نسير؟”.
وخلص بالتأكيد على أن الكرامة والاحترام مسؤولية متبادلة، نافيا أن تكون امتيازا لفئة معينة دون الأخرى، كما دعا إلى إعادة التوازن في المعالجة الإعلامية، بحيث لا يُكرس أي طرف كضحية أو كصاحب سلطة مطلقة، بل يُقدم الرجل والمرأة كشريكين متكافئين في الحقوق والمسؤوليات.