أظهر مؤشر أداء تغير المناخ لعام 2024 أن المغرب يحتل المرتبة السادسة عالميا، من بين 63 دولة تم تقييمها بناءً على جهودها في حماية المناخ.
وتقوم التقييمات العالمية السنوية بتصنيف الدول عبر أربع فئات رئيسة، تتمثل في انبعاثات الغازات الدفيئة، الطاقة المتجددة، استخدام الطاقة، وسياسات المناخ، كما ذكر تقرير لمجلة CEOWorld.
وفقًا للتقرير، وعلى الرغم من عدم تحقيق أي دولة تصنيفًا “عاليًا جدًا” بأداء قوي عبر جميع الفئات، إلا أن المغرب حقق تقييمات “عالية” في كل من انبعاثات غازات الدفيئة واستخدام الطاقة.
وأبرز التقرير أن المملكة حددت هدفًا طموحًا لتقليل انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول عام 2030، على الرغم من ضعف قطاعها الفلاحي بسبب تأثيرات التغير المناخي.
وحسب التقرير، فقد احتلت الدنمارك المرتبة الأولى في تصنيف أداء تغير المناخ للسنة الثالثة على التوالي، مع درجات عالية في الانبعاثات والطاقة المتجددة؛ وتلتها استونيا في المرتبة الثانية، مركزة بشكل كبير على الطاقة المتجددة وتهدف إلى الوصول إلى 100% من الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030، بينما احتلت الفلبين والهند وهولندا على التوالي باقي المراكز الخمسة الأولى.
وأظهر تقرير CEOWorld أن بعض أكبر الاقتصادات وأكبر المصدرين للانبعاثات في العالم حصلت على تصنيفات منخفضة في الفهرس.
فقد حلت الولايات المتحدة في المركز 53، في حين جاءت الصين واليابان في المركزين 47 و54 على التوالي؛ وجاءت كندا في المركز 58، وحلت روسيا في المركز 59.
وفي العالم العربي، حلت مصر ثانية بعد المغرب في المرتبة 18 عالميًا، تليها الجزائر في المركز 50، والإمارات العربية المتحدة في المركز 61، والمملكة العربية السعودية في المركز 63.
ومع اقتراب العالم من الحد الحرج للتغير المناخي بمعدل ارتفاع في درجات الحرارة وصل 1.5 درجة مئوية، حسب تقرير CEOWorld، يعتبر المغرب من بين الدول الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، حيث يواجه ازديادًا في الجفاف وندرة المياه.
وقد تفاقمت الوضعية المناخية الصعبة، وفق التقرير، بسبب زيادة التبخر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث سجلت في غشت 2023، أعلى درجة حرارة تاريخية بالمملكة بلغت 50.4 درجة مئوية.
وعلى ضوء هذه التحديات، تحدث الملك محمد السادس مؤخرًا في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) في دبي، حول التزام المغرب بمكافحة أزمة المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
وأشار الملك إلى ازدهار الطاقة لمتجددة في المغرب، وتطوير صناعات الهيدروجين الأخضر التنافسية، وزيادة الاتصالية بالسوق العالمية، ودوره في استضافة كأس العالم لكرة القدم الأولى التي ستمتد عبر قارتين كأدلة على التزام المملكة بالعمل المناخي والتكامل الإقليمي.
وطالب الملك بعهد للعمل، لسد الفجوة بين الخطوات التدريجية والتحديات الملحة في المناخ، داعيًا إلى نهج عملي وطموح يتماشى مع التزامات المتخذة في COP21 في باريس وCOP22 في مراكش.
كما تطرق إلى الظلم في التمويل العالمي للمناخ، ملاحظًا أن أفريقيا حصلت على 12% فقط من احتياجاتها في عام 2020، ودعا إلى إصلاحات في التعددية الثنائية وتمويل التنمية.
تعليقات( 0 )