قال مسؤول كبير بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز يوم الأحد إن الحركة ستفرج عن الرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر المحتجز في القطاع، في خطوة وصفتها مصر وقطر بأنها مشجعة للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
ولم يحدد المسؤول الكبير في حماس موعدا للإفراج عن ألكسندر، لكن مصدرا مطلعا قال لرويترز إن من المرجح الإفراج عنه يوم الثلاثاء.
ويأتي إطلاق سراح ألكسندر، الذي يُعتقد أنه آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة تحتجزه حماس، قبيل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وقالت حماس إن الإفراج عن ألكسندر (21 عاما)، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي ولد ونشأ في ولاية نيوجيرزي الأمريكية، يأتي في إطار الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وفي بيان مشترك، قالت مصر وقطر إن موافقة حماس على إطلاق سراح ألكسندر خطوة “مشجعة” لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق لمعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع.
وأكدت مصر وقطر مجددا “استمرار جهودهما المتسقة في ملف الوساطة بقطاع غزة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة وصولا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها”.
وقال خليل الحية رئيس حماس في قطاع غزة في بيان إن جهود تسهيل الإفراج عن ألكسندر تجري بتنسيق مشترك بين قطر ومصر وتركيا.
وأضاف “تؤكد الحركة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه”.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وقطر ومصر وحماس أدت إلى نجاح جهود إطلاق سراح الرهينة.
وكانت حماس أطلقت سراح 38 رهينة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير كانون الثاني. وفي مارس آذار، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه البري والجوي على غزة، متخليا عن وقف إطلاق النار بعد أن رفضت حماس مقترحات لتمديد الهدنة دون إنهاء الحرب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم سيستمر لحين تحرير باقي الرهائن وعددهم 59، ونزع السلاح من قطاع غزة. وتصر حماس على أنها لن تفرج عن الرهائن إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب، ورفضت مطالب إلقاء سلاحها.
وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح باقي الرهائن الذين احتجزهم مسلحوها في هجمات على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والموافقة على وقف دائم لإطلاق النار إذا انسحبت إسرائيل بالكامل من غزة.
لكن إسرائيل، التي تسيطر على نحو ثلث قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات منذ مارس آذار، توعدت بتوسيع هجومها على غزة في الشهر الجاري.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص آدم بولر “إنها خطوة إيجابية إلى الأمام وسنطلب أيضا من حماس الإفراج عن جثامين أربعة أمريكيين آخرين تم احتجازهم”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن حماس تتحمل وحدها المسؤولية عن الحرب وكذلك مسؤولية استئناف الأعمال القتالية.
وكانت الولايات المتحدة أجرت في وقت سابق مناقشات مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأحد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع إن حماس قد تطلق سراح ألكسندر قريبا كبادرة حسن نية تجاه ترامب الذي سيزور الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وذكر مكتب نتنياهو أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن إطلاق سراح ألكسندر سيؤدي إلى مفاوضات لإطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وأضاف المكتب في بيان أن سياسة إسرائيل هي أن المفاوضات ستجرى في ظل القتال مع استمرار الالتزام بتحقيق جميع أهداف الحرب.
وشنت إسرائيل حملتها على غزة ردا على هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أدى وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في القطاع.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 52800 فلسطيني ودمرت قطاع غزة، تاركة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون على إمدادات الإغاثة التي تتناقص بسرعة منذ منع دخول المساعدات.
المصدر: رويترز