بلغ عدد زوار مهرجان الأفنية “لوس باتيوس” (Los Patios) بمدينة قرطبة جنوبي إسبانيا، قبل خمسة أيام من نهايته إلى 443،118 زائرًا.
ويعد مهرجان الأفنية مسابقة عمرها 106 أعوام، تدور في أحياء قرطبة العتيقة يتنافس فيها القرطبيون في تزيين أفنية دورهم وأزقتهم بشتى أنواع الورود والزهور من أجل نيل جائزة أفضل فناء. وخلال المهرجان تُفتحُ أبواب الأفنية المتسابقة في وجه العموم بالمجان لزيارتها خلال ساعات محددة في اليوم.
وذكرت إدارة المهرجان، وفق تقارير صحفية إسبانية، أن فناء “ماروكيس، 6” أو فناء المغاربة بالزقاق السادس في منطقة سانتا مارينا-سان أغوستين يتصدر الترتيب حتى الآن بـ 13،910 زائرًا.
ويتميز زقاق وفناء المغاربة بالمدينة الأندلسية، بحي سانتا مارينا وسان أندريس بطابعه المغربي الإسلامي الأندلسي، إذ يعد أحد أجمل الفناءات في العمارة التقليدية في قرطبة.
ويختلف فناء المغاربة في هيكله الفريد، فبدلاً من أن يكون فناء مركزيا ترتبط من خلاله المساكن، كمعظم الأفنية الأخرى، ففناء المغاربة هو مجموعة من المنازل التي تتصل من خلال فناء واحد.
ويتميز فناء المغاربة في كونه ممرًا مكشوفًا يستخدم لتنظيم وصولات المنازل، مثل شوارع قرية صغيرة.
وفي الداخل، يوزع الفناء حياة ثلاثة وعشرين مسكنًا تتحد في استخدام خدمات جماعية للمجتمع السكني بطريقة تقليدية وبسيطة مثل المطبخ والبئر والحمامات والنوافير ومغاسل الملابس.
ويحتفظ المطبخ بجميع أدواته ومواقده القديمة التي بقيت سليمة من العصر الأندلسي، ويضم بئرًا صغيرا وحوض غسيل وأدوات وأطباق، إضافة إلى أن المراحيض الثلاثة مشتركة أيضًا ومدخلها مدهش بالطلاء الأزرق بينما يقدم زهرة البوغانفيليا الحمراء الظل لأولئك الذين ينتظرون دورهم.
في أحد زواياه يوجد البئر الجماعي المحمي بشكل مناسب بغطاء خشبي ومطلي بالأبيض لا يزال يحتفظ بحبله ودلاءه المعدني.
وربما أكثر الأماكن رمزية وذات نكهة هو المكان المخصص لغسل الملابس الجماعي، حيث تسيطر الأحواض الكبيرة من الحجر مع الألواح الخشبية على الغرفة، ولا يزال بالإمكان سماع صوت الجيران أثناء غسل الملابس، وعلى الجدران تتدلى الأوعية الكبيرة المعدنية.
المنطقة بأكملها هي حديقة من الألوان حيث تتواجه أشجار البوغانفيليا من مختلف الألوان وترافقها زنابق وياسمين، وعلى الأواني يمكننا رؤية زنابق، وليمون الزهر، وأشجار الورد.
تعليقات( 0 )