بعد زلزال الحوز، والخسائر الجسيمة التي ألحقها بالممتلكات والأرواح، طُرح تساؤل حول مدى وعي المغاربة، لمواجهة الهزات الأرضية، في الوقت الذي يؤكد فيه المختصون، على أهمية الوعي، بكيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية.
وفي هذا الصدد، قال لحسن كبيري، خبير في الجيولوجيا، وأستاذ بكلية العلوم والتقنيات في الرشيدية، إن وعي المغاربة بخصوص التعامل مع الزلازل، “لا زال ضعيفا”.
وأردف الخبير قائلا: “غير أن المغاربة شعب منفتح، ويطلع على ما يقع حول العالم، من أحداث وكوارث، وهو ما يكسبه وعيا بدرجة معينة. وبخصوص هذا الزلزال، فإن المنطقة التي حدثت فيها الهزة الأرضية، لم تكن من المناطق المعروفة لديهم بتعرضها للزلزال، عكس منطقة الشمال”.
وتابع كبيري، في تصريحه لموقع “سفيركم”: “ليكتسب العامة الوعي بالزلازل، عليهم معرفة ماهيتها، وكيف يجب التعامل معها، من خلال التحسيس والتوعية، التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني، غير أن فجائية هذا الزلزال، جعلت من منسوب الوعي، ضعيفا وغير كاف لمواجهة الكارثة”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى النقص في التحسيس والتوعية، بإشكالية الزلازل لدى عموم المغاربة، والذي لا يصل إلى المستوى المطلوب، منوها بالجهود التي يقوم بها المواطنون، في إطار حملة التضامن والتكافل الواسعة، التي نظموها والتي تستدعي التأطير.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا: “البنى التحتية بمنطقة الحوز، والمناطق التي ضربها الزلزال، كانت تعاني من ضعف وتآكل، إضافة لكونها بنيت في أماكن غير مناسبة، لا تتوفر على طرق معبدة للوصول لها. فإصلاح الطرق وتعبيدها، خطوة مهمة مع مراعاة انزلاق الصخور بهذه المناطق”.
وأبرز كبيري: “بما أن المنطقة زلزالية، فيجب بناء منازل تستجيب للمعايير الدولية، وتستطيع التصدي لهذه الهزات، خصوصا أنها منطقة سياحية بامتياز، لذا يجب أن تكون البنايات، قادرة على التصدي لتصدعات الأرض، مع الحرص على جمالية الشكل التي تتميز بها”.
وحسب حصيلة محينة، أعلنت عنها وزارة الداخلية، إلى حدود الساعة الواحدة زوالا، من يوم الثلاثاء 12 شتنبر 2023، بلغ عدد الوفيات, الذي خلفه زلزال الحوز، 2901 شخص، تم دفن 2884 منهم، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5530 شخصا.
وتواصل السلطات العمومية، جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى، والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
تعليقات( 0 )