استطاع عدد من العلماء، رسم خريطة القارة الجديدة المكتشفة “زيلانديا” بأدق تفاصيلها، وهي القارة الثامنة التي تقع في المحيط الهادئ، وكانت قد انفصلت عن أستراليا قبل 60 مليون سنة.
وأشرف على رسم خريطة “زيلانديا”، عدد من الباحثين والعلماء من دول الولايات المتحدة، ونيوزيلندا، والدنمارك. وأستراليا وغيرها من الدول، واعتمدوا في رسمها على عينات من الصخور من تحت البحر.
وحسب الجيولوجيين، تتكون قارة “زيلانديا” من الغرانيت والحجارة النارية المتشابهة، بالإضافة إلى الصخور المتحولة التي تتكون في المناطق التي تتميز بنشاط تكتوني، ناهيك عن الرواسب الناتجة عن تآكل سطح الأرض.
وتبلغ مساحة “زيلانديا”، التي تغمر المياه 94 في المائة من مساحتها الإجمالية، حوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، حيث أنها أصغر قارة على كوكب الأرض، فهي تكبر دولة الهند قليلا فقط، وتقارب نصف مساحة أوروبا.
وكانت دورية “تكتونيس” العلمية، قد كشفت أن القوى التكتونية قد أثرت بشكل كبير على القارة وجعلتها تتمدد وتتمزق.
وأكد عدد من الباحثين، أن مساحة “زيلانديا” تحت الماء تصل إلى 5 ملايين كيلومتر مربع، أي ما يعادل ثلثي مساحة أستراليا، وتتواجد على عمق نحو 1.2 كيلومتر.
كما تشير دراسات أخرى، إلى أن اختفائها كان قبل ظهور البشر بوقت طويل، فيما تعتبر دراسات أخرى، أن تشكل هذه القارة كانت قبل 83 مليون سنة، أي ما يعادل العصر الطباشيري.
ويعتقد مجموعة من العلماء، أن هذه القارة تعود إلى قبل 100 مليون سنة، حين بدأت قارة “غندوانا” الكبيرة في التفكك، وهي القارة التي كانت تشمل أغلب قارات الأرض الحالية.
ونشرت في سنة 2020، ورقة بحثية، أوردت نتائج الرحلة الاستكشافية رقم 371، التي سلطت الضوء على تفاصيل حول تشابه واختلاف هذه القارة مع بقية القارات، خاصة تلك التي تتقاسم معها نفس التاريخ الجيولوجي.
وجاءت هذه الدراسة متبوعة بدراسة أخرى، نشرت في سنة 2021، والتي ركزت على رسم خريطة “زيلانديا”، وتحليل بنيتها الصخرية وكذلك قشرتها القارية.
وفي شتنبر الجاري، رسم عدد من الباحثين الدوليين خريطة دقيقة جدا للقارة الثامنة، مؤكدين أنها أكثر دقة من سابقاتها.
وتجدر الإشارة إلى أنه إلى حدود سنة 2017، كان العالم مقسما إلى 7 قارات فقط، حسب ما استقر عليه العلماء منذ سنة 1820، وبالرغم من ذلك توقعوا منذ عقود وجود قارة ثامنة، لكنهم لم يكن لديهم أي دليل يثبت ذلك.