في ليلة موسيقية استثنائية جمعت بين الطرب الأصيل والرومانسية الحالمة، وامتزج فيها صوت مغربي رخيم بإحساس لبناني مرهف، كان لعشاق الأغنية المغربية والعربية موعد يوم أمس السبت 3 ماي الجاري، في المركب التجاري “موروكو مول” بمدينة الدار البيضاء، مع حفل فني أحيته كل من المغنية زينب أسامة والمطرب اللبناني مروان خوري.
وعرف هذا الحفل الذي أشرفت شركة “Pro Book” على تنظيمه، حضورا جماهيريا لافتا تجاوز 5000 متفرج، حجّوا من مختلف مناطق المدينة ومن خارجها، ليعيشوا لحظات موسيقية ممتعة في فضاء “موروكو مول”، الذي ملأوه بتفاعلهم العفوي، فلم يكونوا مجرد متفرجين، بل جزء من العرض، إذ تمايلوا مع الألحان، ورددوا كلمات الأغاني، ورفعوا هواتفهم لتوثيق اللحظة.
بصوتها الدافئ وحضورها الآسر، افتتحت زينب أسامة الحفل بتقديم أغنية “سيد القاضي”، ثم أبهرت الجمهور بباقة مختارة من الأغاني الطربية، مثل “سهر الليالي” لفيروز، و”لا مرة” لملحم بركات، و”بتونس بيك” لوردة الجزائرية، إضافة إلى “ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي” لماجدة الرومي.
ولم تغفل الفنانة زينب أسامة عن الاحتفاء بالتراث الموسيقي المغربي، إذ حرصت على تقديم بعض الأغاني التي ما تزال تحتفظ بها الذاكرة الشعبية المغربية، من قبيل: “آش داك تمشي للزين” للفنان الراحل حميد الزاهر، والتي لقيت تفاعلا كبيرا من الجمهور المغربي.
وقالت زينب في تصريح قدمته لصحيفة “سفيركم” الإلكترونية، “أنا أعيش اليوم حلمي، لأنني أتقاسم المنصة مع موسيقار أعشقه كثيرا، هو الفنان مروان خوري، القريب من قلبي بأخلاقه وفنه وأغانيه”، مبرزة أنها حاولت من خلال أدائها لألوان موسيقية مختلفة في الحفل، أن توصل للجمهور رسالة مفادها أنها “فنانة متنوعة”.
وأبدت زينب أسامة سعادتها البالغة بكيفية تفاعل الجمهور المغربي معها، لا سيما وأن هذا الحفل منظم في مدينة الدار البيضاء؛ مسقط رأسها، ويأتي بعد سنتين من غيابها عن إحياء حفلات فنية مماثلة، بسبب ظروفها الشخصية، لافتة إلى أن الفنان دائما ما يحتاج لمثل هذه الفعاليات الفنية المحلية لتفريغ طاقته في بلده، وكذا الترويح عن الجمهور.
ومن جانبه، اعتلى الفنان مروان خوري المنصة وسط ترحيب عارم وهتافات عالية، واصطحب جمهوره في رحلة رومانسية قدم من خلالها أشهر أغانيه، مثل: “مغرم”، و”معقول”، و”كل القصايد”، و”لو”، و”قلبك على قلبي”، و”خدني معك”، ثم “مش عم بتروحي من بالي”، إلى جانب أدائه الرومانسي لأغنية “بتمون” التي كتبها ولحنها للفنانة إليسا.
ولم يكتف مروان خوري بتقديم بعض أغانيه التي رافقت أجيالا من المستمعين العرب، بل جلس وعزف على البيانو، وأشعل مشاعر الجمهور بنغمه الرصين، وعزفه المرهف وإحساسه العميق.
وبدوره، قال مروان خوري في تصريح مماثل لصحيفة “سفيركم”: “لقاء الجمهور المغربي دائما ما يكون جميل، لأنه قريب مني وحافظ لأغلب أعمالي الغنائية، حيث أنني أشعر بعاطفة قوية هنا، وبدون مبالغة الحب موجود دائما في سماء المغرب”، مرجحا إمكانية تعاونه في “ديو” مستقبلي مع الفنانة زينب أسامة، مشيدا في ذات الوقت بصوتها وحضورها، قائلا: “زينب من الأصوات الجميلة، ذات الحضور المحبب لدى الجمهور، وأكيد أن المستقبل أمامها”.
وتوج الحفل الموسيقي بلحظة طربية نادرة، أدت فيها المغنية زينب أسامة والفنان مروان خوري “ديو” مشترك لأغنية “بعشق روحك”، حيث امتزج الصوتان بتناغم أضفى على السهرة الفنية بعدا وجدانيا خاصا، إذ تم تداول مقاطع فيديو توثق للحظات غنائهما مع بعض على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعية.
ومن جانبه، أبدى الفنان هشام الوالي سعادته بنجاح الحفل، قائلا: “رغم أن الحفل مر في أجواء باردة، إلا أن الخشبة كان ينبعث منها دفئ غنائي للمطربين زينب أسامة ومروان خوري، وصراحة زينب مطربة المنصات الكبرى من العيار الثقيل، وكانت عظيمة وهي تؤدي بثقة أمام الجمهور الذي تفاعل معها بشكل مميز، وهذا دليل على أنها تأسر القلوب بصوتها الجميل، ويجب بحق أن نفتخر بها”.