نظمت سفارة المغرب بالولايات المتحدة بواشنطن، حفل استقبال عدد من الشخصيات تخليدا للذكرى الـ25 من تربع الملك محمد السادس على العرش.
وحضر هذا الحفل العديد من الشخصيات الأمريكية، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في العاصمة الفدرالية للولايات المتحدة، وشخصيات بارزة من عالم السياسة والاقتصاد والفكر والإعلام، وكذا أفراد من الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد.
وفي بلاغ لسفارة المغرب توصل “سفيركم” بنسخة منه، أبرز سفير المغرب في واشنطن، يوسف العمراني، في كلمة بهذه المناسبة، عمق ومتانة روابط البيعة التي تجمع الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد، مبرزا “الدلالة الرمزية القوية لهذه اللحظة الفريدة التي يتجسد فيها تلاحم الأمة المغربية”، كما استعرض مختلف الإنجازات التي حققتها المملكة خلال 25 سنة.
وقال العمراني إن “صاحب الجلالة ما فتئ يشرف، منذ تربعه على عرش أسلافه المنعمين، على إنجاز وتسريع وتعزيز سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي قادت المغرب بخطوات ثابتة نحو الحداثة والازدهار والإشعاع”، مسجلا أن هذه الإنجازات “مكنت المملكة من توحيد الأمة حول مشروع مشترك قائم على تنمية شاملة تدمج كافة الفئات الاجتماعية”.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات تشكل جوهر “نهضة وطنية متواصلة تبعث على التفاؤل بشأن مستقبل الأمة” موضحا الشراكة المغربية الأمريكية، مؤكدا أن “العلاقات التاريخية والعريقة التي تربط المملكة المغربية والولايات المتحدة تعتبر مكسبا لا يمكن التراجع عنه، ومسارا يتطور على الدوام”.
وأضاف أن هذه الشراكة المتجذرة “ما فتئت تستجيب لتطلعات جديدة تؤكد الأهمية الاستراتيجية العميقة التي تؤطر كافة تفاعلات البلدين الصديقين”، واعتبر أن هذا التحالف الفريد، الممتد لأزيد من قرنين من الصداقة، يعد اليوم نموذجا للتنسيق والتعاون الناجح والذي يعود بالنفع المتبادل.
وتابع السفير بالقول إن “الصداقة بين الرباط وواشنطن تعكس استمرارية استثنائية من الثقة المتبادلة والتعاون بين دولتين قريبتين في تطلعاتهما والتزاماتهما نحو تحقيق السلام والازدهار. ويمثل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ذروة هذا التقارب والتفاهم المتبادلين اللذان يميزان علاقاتنا على جميع المستويات”.
وأشار الى “تزامن سنة 2024 مع الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة”، مما يعكس العلاقات المتميزة بين مجموع الفاعلين المعنيين في إطار هذه الشراكة، موضحا أن “هذه الدينامية ذات البعد الهيكلي تستند إلى حوار سياسي يتماشى مع الأولويات الدبلوماسية للبلدين”، مضيفا أن “التعاون الأمني والحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة يشكلان ركيزة هذه الشراكة التي تجد صدى قويا وواسعا على المستوى متعدد الأطراف”.
كما شدد الدبلوماسي على أن “التقائية وجهات النظر المتواصلة بين البلدين تشهد تطورا مستمرا”، مذكرا بأهمية مناورات “الأسد الإفريقي”، التي تحتفل هذه السنة بمرور خمسة وعشرين عاما على انطلاقها، والتي تُعَدُّ مثالا نموذجيا بارزا للشراكة بين البلدين.
وخلص العمراني إلى أن “هذه الشراكة البناءة تجسد الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تضع البُعد الإنساني أولوية وغاية مثلى تستند عليها جميع الاستراتيجيات التي تحددها المملكة لسياستها الداخلية والتزاماتها الدبلوماسية.”
وخلال هذا الحفل، تلت نائبة وزيرة التجارة الدولية الأمريكية، ماريسا لاغو، كلمة لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكدت فيها على أهمية العلاقات التي تجمع المملكة المغربية بالولايات المتحدة، مذكرة بأن المغرب يعد أحد أقرب وأعرق أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية، مشيدة “بالتقدم الملحوظ الذي شهدته هذه العلاقات على مدى السنوات الـ25 الماضية”.
وأكدت المسؤولة الأمريكية أن “هذه الدينامية عززت الشراكة الثنائية بين البلدين ورفعتها إلى مستويات غير مسبوقة”، معربة عن امتنان الولايات المتحدة وتقديرها “للقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجموعة من القضايا ذات الأهمية القصوى”.
تعليقات( 0 )