أعلن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن إعادة فتح السفارة المغربية في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد إغلاقها منذ أكثر من عشر سنوات، عقب اندلاع الثورة السورية واصطفاف الرباط إلى جانب مطالب الشعب السوري برحيل الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقال بوريطة في الكلمة التي ألقاها في أشغال القمة العربية المنعقدة اليوم بالعاصمة العراقية بغداد، إن إعادة فتح السفارة “سيسهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية، وهو تجسيد لموقف المغرب التاريخي الثابت… والمتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة التراب السوري والسيادة الوطنية”.
ويأتي هذا القرار بعد أن بعث الملك محمد السادس، في فبراير الماضي، ببرقية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، هنأه فيها بتوليه منصب رئاسة الجمهورية السورية خلال المرحلة الانتقالية، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب دمشق لتحقيق الأمن والاستقرار.
كما أن العلاقات بين المغرب وسوريا شهدت دينامية ملحوظة بعد سقوط نظام بشار الأسد في دجنبر الماضي، والذي كانت له مواقف عدائية تجاه المغرب، وخاصة في ملف الوحدة الترابية للمملكة، حيث كان يتماهى مع الموقف الجزائري الداعم للبوليساريو وللطّرح الانفصالي.
وفي هذا السياق، رحب فهد المصري، رئيس الهيئة التأسيسية للحزب السوري الحر بقرار المملكة المغربية قائلا:”نعبر عن بالغ سعادتنا بقرار المملكة المغربية الشريفة، العزيزة على قلوبنا، إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، ونعبر عن شكرنا وعميق تقديرنا للقيادة المغربية، لمواقفها الثابتة والراسخة على المبادئ والقيم، في دعم ومساندة سورية والشعب السوري”.
وأضاف المصري في تصريح لـ”سفيركم” أن” هذا القرار هو بداية مبشرة لبناء علاقات استراتيجية، مفيدة وبنّاءة بين بلدينا في مختلف المجالات، وفرصة لفتح آفاق التعاون المشترك، وتعزيز المصالح المشتركة، وكذلك الاستفادة من الخبرات التراكمية المهمة التي يمتلكها المغرب في الحكم الرشيد والإدارة والتنمية، وفي شتى القطاعات لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية وكذلك نتطلع لإسهام المغرب والقطاع الخاص في عملية اعادة الإعمار والبناء”.
كما أعرب السياسي السوري عن أمله في أن تلتحق القيادة السورية بالإجماع العربي “في الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها لا سيما وأن هذا هو موقف الولايات المتحدة وأغلب الدول الأوربية كما أنها فرصة مناسبة لتؤكد فيها سورية الجديدة احترامها للوحدة الوطنية والترابية للمملكة وقطع العلاقة نهائياً مع جبهة البوليساريو الإنفصالية الإرهابية”.
وختم رئيس الهيئة الوطنية للحزب السوري الحر بالقول: “إن سيادة المملكة المغربية على صحرائها، واحترام وحدتها الوطنية والترابية، هما مفتاح بناء علاقة وثيقة بين دمشق والرباط، إلى جانب أن قضية الصحراء المغربية أصبحت مسألة محسومة تماماً، وسنشهد خلال شهور فقط تفكيك البوليساريو”.