سياسي فرنسي سابق يعتبر المغربي كريم بوعمران “مسلما بالمظهر”

أثار الباحث الفرنسي في الجغرافيا السياسة، والعضو السابق في الحزب الاشتراكي الفرنسي؛ باسكال بونيفاس، يوم الأحد الماضي، ضجة واسعة عقب وصفه للسياسي الفرنسي من أصول مغربية؛ كريم بوعمران، رئيس بلدية سان-أوين، بـ”المسلم ظاهريا”، وذلك بعد رفض هذا الأخير التعليق في لقاء تلفزيوني على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وكشفت وسائل إعلام فرنسية، أن تفاصيل هذه الواقعة تعود إلى ظهور كريم بوعمران في برنامج “Quelle époque” الذي يبث على قناة “فرانس 2″، الذي رفض فيه التعليق على الحرب الإسرائيلية على القطاع، معربا عن استيائه من استغلال هذا الصراع في فرنسا لتحقيق مكاسب انتخابية، مشيرا بشكل غير مباشر إلى حزب “فرنسا الأبية”، لا سيما خلال حملة الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

وتفاعل بونيفاس، مع تصريحات كريم بوعمران، حيث خرج بتغريدة، أشار فيها إلى أن بوعمران “مسلم المظهر” لأنه لا يوجه انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما اعتبره سببا في الاهتمام الإعلامي الكبير الذي يحظى به، قائلا: أتساءل بصدق عن هذا الرجل الذي لا أعرفه شخصيا. هل هو مثال للكفاءة؟ إن كان كذلك، فأهنئه! أم أنه مجرد مسلم بالمظهر، حيث أنه لا ينتقد نتنياهو، ويحصل بذلك على تغطية إعلامية واسعة؟”.

وبدوره، عبر السياسي كريم بوعمران، عن استيائه من هذا الوصف، مؤكدا التزامه بمحاربة التمييز القائم على الهوية الدينية أو الثقافية، حيث عمد إلى نشر تغريدة على منصة “إكس” قال فيها: “بعد 30 سنة من العمل السياسي داخل اليسار ومنذ انتخابي في عام 1995، يتم وصفي بهذا الشكل من قبل باحث فاقد لمصداقيته، النضال ضد التمييز مستمر! تحيا الجمهورية! تحيا فرنسا!”.


وتفاعل عدد من السياسيين، ومعظمهم من الحزب الاشتراكي أو مؤيدي الرئيس ماكرون مع ما قاله بونيفاس، حيث أبدوا غضبهم من هذه التغريدة، وفي هذا الإطار قال أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي: “لا يجوز الحكم على أي شخص بناءا على هويته الدينية أو الثقافية المفترضة. ولا ينبغي لأحد أن يفترض ما قد يفكر فيه مسلم أو يهودي أو مسيحي أو ملحد، والأقل من ذلك هو تصنيف شخص بناء على موقفه باعتباره “مسلم بالمظهر”، وذلك في الوقت الذي أوضح فيه بنجامين حداد، وزير الشؤون الأوروبية في حكومة ماكرون، أن ما قاله الباحث الفرنسي “يتعارض مع قيم الجمهورية”.

وفي ظل هذه الانتقادات، قام بونيفاس بحذف تغريدته، واعترف بأن وصف “مسلم بالمظهر” كان غير ملائم وأدى إلى سوء فهم، إلا أنه أكد على أهمية مناقشة الصمت السياسي تجاه الأوضاع في غزة، مضيفا “ما زلت متمسكا بالنقاط الجوهرية التي طرحتها بخصوص الصمت المستمر تجاه الوضع غير المقبول في غزة، حيث يتزايد كل يوم خطر الإبادة الجماعية”.

وكان قد وجه بونيفاس يوم الأحد الماضي، سؤالا آخرا إلى لمياء العرجي، وهي نائبة من الحزب الاشتراكي، يستفسر فيه عن موقفها من “استمرار القصف على غزة”، لترد عليه قائلة: “هل كان سيسألني ذلك لو كان اسمي كوليت دوران؟”.

وتجدر الإشارة إلى أن كريم بوعمران، هو سياسي فرنسي من أصول مغربية، ينحدر من عائلة متواضعة من أصول مغربية، ونشأ في سان دوني بمنطقة سين سان أوين، وكان قد انخرط في السياسة في سن مبكرة، حيث انضم للحزب الشيوعي لمدة عشرين سنة، بينما كان يعمل كرائد أعمال في مجال الأمن السيبراني.

وجدير بالذكر أيضا أن هذا السياسي، الذي كان في قائمة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء، كان قد انضم في سنة 2014 إلى الحزب الاشتراكي وسرعان ما أصبح شخصية بارزة فيه، حيث تم تعيينه أمينا وطنيا للابتكار في عام 2016، ثم متحدثا باسم الحزب تحت قيادة جان كريستوف كامباديليس، وفي عام 2020، وهو في سن السابعة والأربعين، تولى منصب عمدة سان أوين عن الحزب الاشتراكي.

ويُشار أيضا إلى أن باسكال بونيفاس هو مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، وهو من أبرز مراكز الأبحاث الفرنسية في مجال الجغرافيا السياسية، وكان عضوا سابقا في الحزب الاشتراكي، قبل أن يغادره إثر جدل حول مذكرة نشرها في عام 2001 تتعلق بموقف الحزب من الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني.

تعليقات( 0 )