قالت سيلفي برونيل، إن المغرب، اكتفى بمساعدات دولية محدودة، للتعامل مع تداعيات الزلزال، الذي ضرب يوم الجمعة الماضي، لرغبته في الاحتفاظ بسيادته، وتجنب المساعدات ذات الأبعاد السياسية.
وفي هذا الصدد، أوضحت أستاذة الجغرافيا في جامعة “السوربون” في باريس، والخبيرة في الشؤون الإفريقية، أنه “عندما تتعرض دولة ما لكارثة، فإن أمر طلب المساعدة متروك لها. إنها مسألة سيادة”.
وتابعت الرئيسة السابقة لمنظمة “العمل ضد الجوع”، في حوار مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أنه “ليس من الوارد أن تتسارع جهود الإغاثة الدولية إلى بلد ما، إلا إذا فشلت الدولة بنفسها”.
وفي هذا السياق، ذكرت الخبيرة في قضايا التنمية والمجاعة، بزلزال هايتي سنة 2010، حين “كان هناك اندفاع إنساني، لأن الدولة لم تعد في وضع، يمكنها من التعامل معه على الإطلاق”.
وفي حالة المغرب، أضافت برونيل بالقول: “يريد الملك محمد السادس، الاحتفاظ بالسيطرة على بلاده. وهو أيضا شكل من أشكال الفخر الوطني”.
وأشارت إلى أن المملكة، أرادت أن “تثبت أنها قادرة على إدارة عمليات الإغاثة، بنفسها وبإمكانياتها الذاتية، وليس التصرف كدولة فقيرة”.
وعن قبول المغرب، لمساعدات دولية محدودة، لفتت الخبيرة الفرنسية، إلى أن استعجال طلب المساعدة وسوء التنسيق اللوجيستيكي، قد يعرقل عملية الإغاثة، ويتسبب في فوضى يصعب السيطرة عليها، كما حدث في بعض الدول.
وأبرزت موضحة أنه “بحلول الوقت الذي تصل فيه المساعدة الدولية، تتضاءل بشكل كبير فرص العثور على ناجين، ويكون بالفعل قد فات الأوان للأسف”.
وقالت برونيل، في تصريحها للصحيفة الفرنسية: “وباسم هذه الفرصة الضئيلة لإنقاذ الناجين، فإن الخطر الذي يواجه المغرب، هو فقدان سيادته، لذا سيختار بعناية الدول، التي سيطلب منها المساعدة”.
واعتبرت برونيل أن اعتماد المغرب على إمكانياته، وقبوله بمساعدات محدودة، “تأكيد على سيادته وسيطرته على مجاله الترابي، لتفادي أي تدخل أو محاولات من البعض، استغلال تقديم المساعدات لأهداف سياسية”.
هذا، وتلقى المغرب، عروض الدعم، من عدة دول مثل فرنسا، والولايات المتحدة والجزائر، لكنه استجاب لتلك التي قدمتها دول صديقة، وهي قطر، وإسبانيا وبريطانيا.
تعليقات( 0 )