كشفت تقارير إعلامية إسبانية أن فيلم “شارع مالقة” لمخرجته مريم التوزاني سيمثل كلا من المغرب وإسبانيا في فئة “أفضل فيلم دولي” ضمن جوائز الأوسكار المقبلة، ما يعكس عمق الروابط الثقافية والفنية والإنسانية التي تجمع بين البلدين.
وأوضحت مواقع إعلامية إسبانية أن اختيار فيلم “شارع مالقة” لتمثيل المغرب وإسبانيا في الأوسكار يعد تكريما لذاكرة مشتركة تمتد بين ضفتي المتوسط، ويجسد قصة امرأة غادرت أرضها قبل قرن لتصبح مصدر إلهام لأحد أبرز الأفلام المغاربية في السينما المعاصرة.
وأضافت أن الفيلم، الذي صور بالكامل في مدينة طنجة، وتؤدي دور بطولته الممثلتان “كارمن ماورا” و”مارتا إيتورا”، مستوحى من قصة حقيقية لامرأة تدعى “ماريا أنخليس أورتيز”، وهي جدة المخرجة مريم التوزاني، التي تنحدر من بلدة “خيمينا دي لا فرونتيرا” الإسبانية، التي لجأت إلى المغرب بعد الحرب الأهلية الإسبانية.
وذكرت أن أحداث الفيلم، الناطق باللغة الإسبانية، تجري وسط الجالية الإسبانية المقيمة في طنجة، حيث تحكي القصة رحلة امرأة تبلغ من العمر 79 عاما تُدعى ماريا أنخليس (تجسدها كارمن ماورا)، تواجه خطر فقدان منزلها الذي احتضن حياتها بأكملها.
وواصل أن زيارة ابنتها كلارا (مارتا إيتورا)، التي تنوي بيع الشقة العائلية، يفتح الباب على مصراعيه أمام الذكريات والحب والرغبة.
ولفتت التقارير ذاتها إلى أن “شارع مالقة” يعد إنتاجا مشتركا بين خمس دول، وهي: المغرب (Ali n’ Productions)، إسبانيا (Mod Producciones)، فرنسا (Les Films du Nouveau Monde)، ألمانيا (One Two Films) وبلجيكا (Velvet Films).
ويحظى فيلم “شارع مالقة” بدعم من المعهد الإسباني للسينما والفنون السمعية البصرية ويوريميدج، وبمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE)، ومنصة (Movistar+).
وكان قد عرض الفيلم لأول مرة عالميا في مهرجان البندقية السينمائي في غشت الماضي، ضمن فقرة “Venice Spotlight”، حيث فاز بجائزة الجمهور، وكان حاضرا بعدها في مهرجانات كبرى مثل “تورونتو” ومهرجان “مار ديل بلاتا” السينمائي الدولي بالأرجنتين.
وظفر الفيلم بإشادات نقدية واسعة لما يحمله من حساسية فنية وعمق إنساني، إذ وصفت مجلة “Moveable Fest” أداء الممثلة كارمن ماورا بـ”المبهر”، مؤكدة أن العمل “يقدم حكاية مؤثرة عن الفقد والحب والتجربة الإنسانية في أصدق صورها”.
وأوردت التقارير ذاتها تصريحات المخرجة مريم التوزاني، التي قالت إن الفيلم تبلوز من رغبتها العميقة في تكريم جذورها العائلية والمجتمع الإسباني المغربي في طنجة، قائلة: “كنت أريد أن أحتفي بالشيخوخة، أن أُظهر تلك الأجساد التي نحاول عادة إخفاءها، فالتجاعيد بالنسبة لي ليست سوى علامات لحياة مليئة بالتجارب”.
وأردفت التوزاني: “كان من المهم أن أعبر عن ذلك التعلق العميق الذي يجمع هذه الجالية بمدينة طنجة. جدتي كانت إسبانية حتى النخاع، لكنها أيضا مغربية حتى النخاع. لقد نشأت وسط هذا التداخل الثقافي الغني، وأردت من خلال الفيلم أن أقدم تحية لهذه الهوية المزدوجة”.

