تعاقدت الحكومة الإسبانية مع شركة “هيرينكنيشت إيبيريكا” لإجراء دراسة جدوى لإنشاء نفق سكك حديدية تحت البحر يربط بين إسبانيا والمغرب، في خطوة جديدة ضمن المشروع الذي تعود فكرته إلى عقود مضت ترمي ربط أوروبا وإفريقيا سككيا.
وقالت متحدثة باسم شركة “هيرينكنيشت” لموقع “أكبي” (AGBI)، المهتم بعالم المال والأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن ” مضيق جبل طارق يعد عنق زجاجة لحركة المرور بين شمال إفريقيا وأوروبا – وسيُساهم النفق بشكل كبير في تحسين كفاءة نقل البضائع والركاب”.
وأضافت: “في الوقت ذاته، يمثل هذا المشروع تحديات هائلة على الصعيدين التقني واللوجستي”.
وسيبلغ طول النفق المقترح 38.5 كيلومترا، منها 28 كيلومترا تمر تحت مضيق جبل طارق بعمق يتراوح بين 175 و475 مترا تحت مستوى سطح البحر.
ويدير المشروع شركة “سيكسيسا” الإسبانية المملوكة للدولة، وهو مصمم لربط محافظة قادس الإسبانية بمدينة طنجة.
ووفقا لخطط “سيكسيسا”، ستشبه البنية التحتية تصميم نفق المانش، حيث ستضم نفقين متوازيين بمسار واحد للقطارات عالية السرعة المخصصة لنقل الركاب والبضائع في اتجاهين متعاكسين، مع توفير إمكانية نقل المركبات على متن القطارات.
وتشير التطورات الأخيرة إلى تجدد الزخم للمشروع، ففي نونبر 2024، استثمرت الحكومة الإسبانية 486,420 يورو لاستئجار أربعة أجهزة قياس زلازل تحت الماء لدراسة قاع المضيق.
وسيشرف خبراء من المعهد الملكي والمرصد البحري في سان فرناندو بإسبانيا على حملة زلزالية لمدة ستة أشهر.
وقد اكتسب المشروع دعما سياسيا إضافيا بعد تحسن العلاقات بين إسبانيا والمغرب منذ عام 2022.
ومع اقتراب كأس العالم لكرة القدم 2030 – الذي يستضيفه المغرب وإسبانيا والبرتغال بشكل مشترك – زاد الاهتمام بالمشروع، الذي يُنظر إليه كرمز للتعاون بين القارات.
وخلال اجتماع رفيع المستوى في الرباط في فبراير 2023، صنف المسؤولون الإسبان النفق كمشروع “استراتيجي” لكلا البلدين.
رغم ذلك، لا تزال التحديات التقنية كبيرة، إذ يصل عمق المضيق إلى 900 متر، ويشهد تيارات قوية تُعقّد عملية البناء.
ويتبع الاقتراح الحالي ما يسمى في إسبانيا مسار “أمبرال دي كامارينال”، الذي تم اختياره نظرا لظروفه الأكثر ملاءمة.
ويتضمن التصميم ثلاث أنفاق: اثنان للقطارات وواحد للخدمات والصيانة، مع ممرات عرضية كل 340 مترا ومناطق أمان كل 100 متر.
وعند اكتماله، سيمكن النفق من الربط المباشر بالسكك الحديدية بين المدن الرئيسة في أوروبا وشمال إفريقيا، مع زمن عبور يقل عن 30 دقيقة للركاب والبضائع.
سيكون المشروع النهائي أحد أطول الأنفاق تحت البحر في العالم، متفوقا على القسم المائي من نفق المانش البالغ طوله 38 كيلومترا.