كشف المحلل السياسي المغربي، محمد شقير، أن المغرب يسير في طريق تطبيق مقترح الحكم الذاتي، مؤكدا أن الأمر مسألة وقت فقط، وأنه لا ينتظر إلا موافقة وتزكية من المنتظم الدولي، وذلك في تعليقه على تقرير أمريكي دعا مؤخرا واشنطن إلى تفكيك بعثة المينورسو ودعم المغرب في تنزيل الحكم الذاتي.
وأوضح محمد شقير؛ المحلل السياسي، وخبير العلاقات الدولية، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن المغرب قد شرع منذ عدة سنوات في التمهيد للحكم الذاتي، من خلال تهييء نخب المنطقة لتسيير شؤونها المحلية، عبر تنظيم انتخابات جماعية وجهوية أدت إلى فرز نخب تسيير المجالس الجماعية والجهوية خاصة في جهتي العيون والداخلة.
وأضاف صاحب كتاب “مركزة القرار السياسي في المغرب” أن تهييء نخب المنطقة التي أنيطت بها مهمة تسيير الشأن المحلي، قد تم بالموازاة مع حرص السلطة المركزية على الحفاظ على تسيير المؤسسات السياسية من جيش وشرطة وتمثيل خارجي.
وأكد المتحدث ذاته أن المغرب لن يواجه أي إشكال في مسألة تطبيق نظام الحكم الذاتي، معتبرا ذلك مسألة وقت فقط، إذ قال: “لن يجد المغرب صعوبة في تطبيق أي نظام حكم ذاتي يتم الاتفاق عليه مستقبلا، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي والفرنسي، والذي يمكن أن يعزز باعتراف باقي أعضاء مجلس الأمن الدائمين بمغربية الصحراء، وبالتالي فالمسالة هي مسألة وقت فقط لطي هذا الملف”.
وذكر شقير أن المغرب منذ أن أعاد أقاليمه الجنوبية وأعلن عن مبادرة الحكم الذاتي، وهو يسير في طريق تنفيذ هذه المبادرة على أرض الواقع، مؤكدا أن أكثر ما يعكس نظام الحكم الذاتي هو إطلاقه لورش الجهوية المتقدمة.
وفي هذا الصدد قال: “المغرب سائر في تطبيق حكم ذاتي عمليا وعلى الارض، منذ استرجاعه لاقاليمه الجنوبية، وخاصة بعد إعلانه لمبادرة الحكم الذاتي، حيث أن إطلاق ورش الجهوية المتقدمة يأتي تجسيد سياسيا وإداريا واقتصاديا وثقافيا لنظام الحكم الذاتي، الذي لا ينتظر الا موافقة وتزكية من المنتظم الدولي”.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “The Heritage Foundation” الأمريكية، قد كشفت في تقرير لها أن إدارة ترامب المقبلة، تواجه فرصة تاريخية لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، الذي استمر لأزيد من أربعة عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بفضل العديد من العوامل، أهمها: التوافق غير المسبوق بين فرنسا وإسبانيا على دعم المملكة المغربية.
وتوقع التقرير أن تقلص إدارة ترامب دور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء ذ”مينورسو”، التي يعتبرها الكثيرون مهمة غير فعالة، داعيا الولايات المتحدة إلى تعويض هذه المهمة بمفاوضات ثنائية مباشرة تحت إشرافها.
وأشار التقرير إلى أن دعم فرنسا للموقف الأمريكي، حقق إجماعا غير مسبوق بين أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن حل النزاع بناء على خطة الحكم الذاتي المغربية، مبرزا أن هذا الإجماع يشكل أساسا قويا لتحقيق السلام في المنطقة، حسب التقرير.
ولفت التقرير إلى أن مقترح الحكم الذاتي حظى بتوافق إقليمي تاريخي من قبل فرنسا وإسبانيا، اللتين دعمتا بشكل متزايد خطة المغرب للحكم الذاتي، حيث تعتبران هذه الخطة الآن الأكثر واقعية وملائمة من جميع الخيارات المطروحة، مشيرا إلى أن هناك أيضا إمكانيات لتوسيع هذا التوافق ليشمل موريتانيا، التي توازن بعناية علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر.