كشف المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن سياسة الحياد التي تنهجها المملكة المغربية من الحرب الروسية-الأوكرانية، ومبدأ التوازن الذي تعتمده في علاقاتها مع روسيا والدول الكبرى، ستساهم في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين الرباط وموسكو.
وأوضح شقير، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا لروسيا، خاصة في فترة تواجه فيها حصارا غربيا، وهو الأمر الذي أكده السفير الروسي بالمغرب فلاديمير بايباكوف، في تصريح قدمه لوكالة الأنباء الروسية “تاس”.
وقال شقير: ” السفير الروسي صرح بأن المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا للدولة الروسية، خاصة في الظرفية الحالية التي تحتاج فيها روسيا لكسر الحصار الاقتصادي والسياسية المفروض عليها من طرف المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن الموقف المحايد الذي اتخذته المملكة المغربية من الحرب الروسية الأوكرانية، وسط انحياز الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ودعمهما لأوكرانيا، شكل أرضية قوية لإقامة علاقات متينة بين البلدين، لا سيما وأن الجزائر التي كانت تعتبر الدولة الحليفة لروسيا في شمال إفريقيا، نصبت كمينا لقوات فاغنر الروسية، الداعمة لنظام مالي.
وواصل المتحدث ذاته أن سياسة المغرب الخارجية مكنت المملكة من الحفاظ على التزاماتها مع روسيا، وذلك على الرغم من أنها تجمعها علاقات شراكة عسكرية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي التاريخي بسيادة المغرب على صحرائه وأقاليمه الجنوبية.
وذكر شقير أن تمظهرات الشراكة الاستراتيجية الرابطة بين المغرب وروسيا، تتمثل في استمرار المغرب في استيراد القمح الروسي، وتصدير المنتجات الفلاحية المغربية إلى روسيا، وكذا السماح للسفن الروسية بممارسة أنشطة الصيد في المياه المغربية.
وفي هذا الصدد، قال إن هذا الأمر يظهر من خلال “استيراد المملكة لحاجياتها من القمح الروسي، مما ساهم بلا شك في ضخ سيولة مالية للدولة الروسية في فترة سياسية عصيبة يعاني منها الاقتصاد الروسي من أعباء مالية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، بل سيزيد المغرب من مضاعفة وارداته من القمح”.
وقال إن التزام المغرب بهذه الشراكة الاستراتيجية يشمل كذلك مواصلة “تصديره لمنتجات فلاحية يحتاجها الروس، بينما سمح لسفن الصيد الروسية بتوسيع مجال اصطيادها في الشواطىء المغربية، خاصة في وقت ما زال لم يتوصل إلى اتفاقية صيد مع الاتحاد الأوروبي”.
وخلص المحلل السياسي إلى التأكيد على أن السياسة التي تنهجها المملكة المغربية، والتي تقوم على الحياد والتوازن في علاقاتها مع الشركاء الخارجيين، وخاصة الدول الكبرى، وكذا الحصار الذي تعيشه روسيا والمفروض عليها من أمريكا وأوروبا “سيساهم بلا شك في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين في إطار المصالح المتبادل بينهما”.