كشف المحلل السياسي المغربي، محمد شقير، أن المغرب حقق مكسبين أساسيين ومهمين في قضية الصحراء المغربية خلال سنة 2024، التي قاربت على الانتهاء، ويتعلق الأمر بالاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء واختراق الديبلوماسية المغربية للدول الاسكندنافية.
وأوضح محمد شقير؛ المحلل السياسي، وخبير العلاقات الدولية، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن ظفر المغرب بالاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي وعقيلته، يعد مكسبا مهما ينضاف إلى فتح 30 قنصلية في الأقاليم الجنوبية.
وفي هذا الصدد، قال شقير: “يمكن القول، بالإضافة إلى مواصلة فتح حوالي من 30 قنصلية بكل من العيون والداخلة، أن أهم مكاسب أحرزها المغرب خلال هذه السنة، مكسبين أساسيين؛ يتمثل أهمها في الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، التي أكدها الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارة الدولة التي قام بها في نهاية شهر أكتوبر من هذه السنة”.
ووصف المحلل السياسي هذا الاعتراف بـ”المنعطف الحاسم” في القضية الأولى والمقدسة لدى المغاربة، الذي قلب الموازين لصالح المغرب، نظرا لعضوية فرنسا الدائمة في مجلس الأمن، وكذا إلمامها بخبايا وتفاصيل ملف الصحراء المغربية، باعتبارها الدولة التي كانت مستعمرة للطرفين المتنازعين.
وقال شقير: “يعتبر هذا الاعتراف منعطفا سياسيا حاسما في تطور قضية الصحراء، نظرا ليس فقط لاعتبار فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن، بل لأن هذه الدولة بوصفها الدولة التي كانت مستعمرة لكل من الجزائر والمغرب، وتلم بكل خبايا هذا الملف وخلفياته، وبالتالي فهذا الاعتراف قد رجح الكفة لصالح المغرب بشكل قوي”.
ولفت شقير إلى أن هذه الانتصارات الديبلوماسية المغربية اشعلت في الجزائر رغبة في الانتقام، تمثلت بحسبه في استدعاء السفير الجزائري بباريس، وتوجيه اتهام للسلطات الفرنسية بزعزعة استقرار الجزائر، إلى جانب اللجوء إلى سجن أحد الكتاب الجزائريين ذوي الأصول الفرنسية.
وفيما يتعلق بالمكسب الثاني، فقد قال شقير إنه يتمثل في “اختراق الدبلوماسية المغربية للدول الاسكندنافية التي كانت معقل الأطروحات الانفصالية وحركات البوليزاريو، من خلال مساندة أربع دول اسكندنافية لمبادرة الحكم الذاتي كفلندا، واستونيا، وسلوفينيا، ولتوانيا”.
وخلص المحلل السياسي بالقول إن دعم هذه الدول الإسكندنافية لمبادرة الحكم الذاتي، رفع من عدد دول الاتحاد الاوربي المساندة للموقف المغربي، والتي بلغت حوالي 20 دولة، مشيرا إلى أن هذا الدعم قد انعكس بشكل إيجابي على موقف المغرب من خلال إلغاء لجنة الصحراء الغربية داخل البرلمان الأوروبي.